الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق في الصدر وقلق يمنعني من النوم ليلا، أرجو تشخيص الحالة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكركم جزيل الشكر على النصائح والمعلومات التي تفيدنا.

أنا في يوم 1 من هذا الشهر كنت عادية جدا في حالتي النفسية، مع الليل اختنقت فجأة بدون سابق إنذار فذهبت للمستشفى وعملت الأكسجين وتحسنت حالتي قليلا، ورجعت إلى المنزل.

في اليوم الثاني تكررت حالتي لمدة أربعة أيام، وأنا في الحالة ذاتها في اليوم الخامس، ذهبت لأخصائية في القلب والشرايين، أجريت الكثير من الفحوصات كلها كانت سليمة، والطبيبة قالت: لا أعاني من أي شيء، وبقيت على تلك الحالة ليس لدي القدرة على التنفس، عندي برودة في صدري، ولا أحس أنني أتنفس بالطريقة العادية، أعمل مجهودا لكي آخذ النفس، وفي بعض الأحيان تتسارع دقات قلبي وأحس بالخوف الشديد.

عندما أقوم بأعمال البيت أشعر بالراحة في صدري، لكن عندما أجلس أو أنام أختنق، وأخاف كثيرا، عقلي مشوش كثيرا من حالتي، كل لحظة تمر علي أقول: هذه هي نهايتي، لدرجة أنني لم أعد أنام في الليل من الخوف والضيق في الصدر.

لا أقدر على الكلام، وأشعر بالإعياء الشديد على أدنى حركة أقوم بها، وأشعر بالخمول والتوتر.

أرجو أن تحلل حالتي وتطمئنني، أنا متزوجة ولدي طفلة تبلغ من العمر سنتين، قبل أن تتحسن حالتي قليلا في اليوم الثالث قبل الذهاب للدكتورة بدأت أصرخ كثيرا في المنزل وأبكي وأقول: لا تتركني يا أبي لأنه كان بجانبي ويصبرني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فدوى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على هذه الثقة في هذا الموقع.

حالتك بسيطة جدًّا، وليست خطيرة، لكنها مزعجة ومخيفة، فالنوبة التي حدثت لك نسميها بنوبة فزع أو هرع، وبالفعل الإنسان يحسّ باختناق شديد وقلق وتوترات شديدة، وبعض الناس يأتيهم تسارع في ضربات القلب -كما حدث لك أيضًا- وكتمة النفس هي من الأعراض الأساسية في هذه الحالة، هذه الحالة تُسمَّى بنوبة الهرع أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، كثيرًا ما يكون ليس هنالك سبب معروف، وفي بعض الأحيان بعض الناس لديهم ميول وراثية لهذه الحالات.

أنا أريدك أن تتفهمي الحالة لأن ذلك سوف يُساعدك، الحالة ليست خطيرة، ليست مرضًا عضويًّا، لا علاقة لها أبدًا بأمراض القلب، ولا انقطاع الأكسجين.

العلاج يكون من خلال التجاهل، وممارسة الرياضة، وكذلك ممارسة أي نوع من التمارين الاسترخائية، تمارين التنفُّس المتدّرج (الشهيق والزفير) ببطء وقوة، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، هذه التمارين سوف تفيدك كثيرًا، توجد برامج كثيرة جدًّا على الإنترنت وعلى اليوتيوب بوجه الخصوص فيما يتعلَّق في ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما ورد بها من إرشاد.

حياتك -الحمد لله- حياة طيبة، واجعلي لها معنى أعمق، بأن تجتهدي في تربية ابنتك، الاهتمام بزوجك وببيتك، التواصل الاجتماعي، الاهتمام بأمور دينك، الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، الأذكار، واحرصي على التواصل الاجتماعي خاصة على نطاق الأسرة، لا تتخلفي من الواجبات الاجتماعية، هذا يصرف انتباهك إن شاء الله تعالى عن هذه الحالة.

وأنا حقيقة أنصح أن تقابلي طبيبًا نفسيًّا إذا كان ذلك ممكنًا، ليصف لك أحد الأدوية المضادة للهرع والفزع والمخاوف والقلق، وإن لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب يمكن أن تتناولي عقارًا يُسمَّى (سبرالكس) عن طريق الذهاب إلى الصيدلية أو طبيب الأسرة، والسبرالكس الذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام) من الأدوية الطيبة جدًّا وسهلة الاستعمال وليس إدمانيًا أبدًا.

الجرعة في حالتك جرعة صغيرة، تبدئي بخمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- تناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء. وتوجد أدوية أخرى مثل (سيرترالين) أيضًا مفيدة، لكن السبرالكس مناسب جدًّا، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، حيث إن الجرعة القصوى يمكن أن تكون حتى عشرين مليجرامًا في اليوم، لكنك لست في حاجة لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً