الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل دمر حياتي وسبب لي أمراضا نفسية، أريد مساعدتكم.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من توتر شديد، وقلق نفسي، وإرهاق، وقلة في التركيز كثيرا، حيث أثر على حياتي الشخصية، وعلاقاتي الاجتماعية، والإنجاز في الأمور الحياتية، وسبب ذلك كله أنني كنت أداوم في العمل وأموري جيدة، ودخلي أيضا، وحياتي كانت مستقرة للغاية، إلى أن تغيرت أمور الشركة، وتم إعادة الهيكلة، والكثير من المدراء غادروا، وتم توزيع أعمالهم علينا وأنا منهم، وعدم إحضار مدراء أو موظفين جدد، وتقشف كبير، وأصبح العمل كثيرا، والمسؤولية كبيرة، إذ أصبحت أنا المسؤول عن الجودة، ونحن نصدر كثيرا، ومن الممكن أن ترفض الطلبيات مع هذا الضغط الكبير في أي لحظة.

وأيضا تقليص كبير في العمالة، وإدارة لا تستوعب حجم العمل وتلبية المتطلبات للإنجاز، والتلميح دائما بالطرد، وغير ذلك بشكل يومي، ودب المخاوف في الاجتماعات دوما واللوم، وصعوبة إيجاد عمل آخر للأوضاع الاقتصادية في البلاد، إذ أنني أبحث باستمرار على عمل آخر ولا أجد أو تغلق بوجهي، والخوف من قطيعة الرزق والوفاء بالالتزامات المادية لأسرتي ولإيجار بيتي، وغيره من الأمور، والتفكير بشكل سلبي بتدمر حياتي، أرشدوني يرعاكم الله فحالتي النفسية سيئة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما يحصل معك من توتر شديد وقلق نفسي وإرهاق وقلة تركيز هو نتاج من الضغوطات الحياتية التي تتعرض لها - أخي الكريم - وبالذات في الوظيفة، هذه الضغوطات هي التي تؤدي إلى ما تشعر به من أعراض قلق وتوتر، ونسمّيها نحن (أحداث الحياة)، وطبعًا أحداث الحياة دائمًا متكررة وتُحدث عند بعض الناس توترا وقلقا، ولكنهم سُرعان ما يتأقلمون على ذلك ويسيطرون على الوضع. أمَّا في حالتك فالوضع أصبح خارج نطاق السيطرة، لأنه أثّر على حياتك الشخصية وعلاقاتك الاجتماعية، وهنا يجب عليك أن تلجأ للعلاج، لأنك لم تستطع أن تتغلب أو تتأقلم أو تسيطر على القلق والتوتر.

فيجب عليك - أخي الكريم - أن تقابل طبيبًا نفسيًا في البلد الذي تعيش فيه، لأنه سيساعدك إمَّا بالأدوية التي تُخفف القلق والتوتر، أو بالعلاج النفسي، وبالذات الدعم النفسي، من خلال الاستماع إليك، وأنت تتكلم عن مشاكلك مع شخص مُحايد، وهذا - أخي الكريم - يُساعدك كثيرًا في تخفيف الضغوط، ويتم هذا في عدة جلسات، ومع الأدوية البسيطة التي تساعد على علاج القلق والتوتر، فبإذن الله - أخي الكريم - تستطيع أن تعيش حياة هادئة بقدر المستطاع، وبالذات تمارس حياتك الطبيعية وبالأخص حياتك الاجتماعية.

وأنت - أخي الكريم - طبعًا تعرف أن الأرزاق بيد الله، ولكن لا تستطيع التغلب على هذا التوتر والضيق، فالعلاج هنا مهم لمساعدتك في هذه الأمور.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً