الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تائبة وأريد الزواج من الشاب الذي أحببته، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرينيات من عمري، مغربية، أحببت شابا عندما كان عمري 17 سنة، والآن بعد علاقة حب استمرت أربع سنوات قررت الفراق؛ لأننا لم نتزوج، وارتكبنا ذنوبا كثيرة في حقنا وحق العائلة، وبعد التفكير طلبت منه الفراق وانتظار فرج الله، وارتديت الحجاب لأبدأ صفحة طلب التوبة والمغفرة، ولكني أحب هذا الإنسان وأراه أمامي، وأنا أصلي أو أدعو الله تبدأ دموعي وأطلب من الله أن أكون زوجة لهدا الإنسان، خاصة بعدما سعد كثيرا بالتغيير الجديد الذي لزم حياتي، ووعدني أنه اليوم الذي سيقرر فيه الزواج سيأتي لبيت عائلتي.

لا أعرف ماذا أفعل؟ أحبه وأريده زوجا، وفي نفس الوقت لا أريد مكالمته، لأنني لا أريد إغضاب الله أو تدنيس لباسي وحجابي وأخلاقي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فاطمة الزهراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضة التائبة- في موقعك، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن ييسّر لك الحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

هنيئًا لك بهذه اليقظة، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يجمع بينك وبينه بالحلال، ونبشرك بأن من تركت شيئًا لله عوضها الله خيرًا، والتوبة الصادقة تَجُبُّ ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها.

وأرجو أن تعلمي أن الذي حصل في الحرام لا يمنع من حصول الحلال، ونسأل الله أن يستر عليكم ويوفقكم لما فيه رضاه، ونطالبكم بالستر على أنفسكم وكتمان ما حصل، فلست مطالبة بفضح نفسك، وإذا تاب الشاب وتبتِ على الخير وطَرق الباب فلا تترددي في القبول به، واحمدي الله الذي ستر عليك وردَّك إلى الصواب، واسأليه الثبات، إنه الكريم التواب.

أمَّا بالنسبة لمسألة التواصل معه فنحن نحذرك من الإقدام على هذه الخطوة لكونها محرمة، ولكونها مدخل من مداخل الشيطان، فإنه لا يجوز ذلك التواصل معه ولا مع غيره إلَّا إذا تقدَّم وطرق الباب وقابل أهلك الأحباب، وكونها علاقة شرعية، بل إننا ندعوك للتخلص من كل ما يُذكّرك بتلك الأيام التي كانت فيها مخالفات.

وإذا كان الشاب قد سعد بتوبتك وتاب هو أيضًا ووعدك بأن يأتي إلى داركم من الباب فتلك بشريات وخيرات، وإذا طرق الباب الشخص المناسب فلا مانع من القبول به، والأمر متروك لك في كل الأحوال، والزواج انشراح وارتياح ورضى وقبول.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأن تصدقي الله يصدقك ويوفقك ويثبتك، ونكرر الترحيب بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات