الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الثقة في النفس وكيفية إزالتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على هذا القسم، وسأشرح لكم حالتي.
أنا فتاة عمري 17عاماً، نشأت في أسرة تتكون من أب وأم وأخ وأخت، وأنا الابنة الصغرى، نشأت في عزلة عن المجتمع من حولي حتى عن أقربائي الذين في مثل سني، وإن لعبت مع أحد كان الخوف يمتلكني لست أعرف ما السبب!

وأنا الآن في الفرقة الأولى من الكلية، والحمد لله دخلت الكلية التي أريدها، ولكني لا أثق في نفسي ولا في من حولي، والسبب الأول في هذا والدتي؛ لأنها كانت تعلمني عدم الثقة في أحد، وأنا أتردد كثيراً في أي أمر، وعدم الثقة والتردد أثر علي كثيراً في دراستي، وأنا أيضاً إذا وقعت في موقف لا أعرف كيف أتصرف، وكنت لا أعرف أتكلم مع أحد، وهذا سبب لي مشاكل كثيرة في المرحلة الابتدائية، وإن كان مازال هذا الموضوعي معي إلى الآن إلا أنه بدرجة أقل.

ودائماً تفشل كل صداقاتي، وذلك لأن أمي تمنعني أن تكون لي صديقات بحيث إذا كان لي مصلحة معهم فقط، وأحس دائماً أن لا أحد يحبني والكل ينظر لي نظرة استحقار، وأحس باليتم رغم وجود أمي التي هي مشغولة في أعمال المنزل وكانت ترفض أن نشاركها في أعمال المنزل وتريد بعد 15سنة القيام بأعمال المنزل، وهذا صعب، وأبي الذي قلما يجلس معنا إلا قليلاً، وإذا جلس تكون المشاكل.

ونحن نعيش في مستوى اقتصادي جيد، وإخوتي أكبر مني بكثير، وأمر بحالة اكتئاب وإحباط، وفكرت في الانتحار مرتين: إحداهما وأنا عندي 12، وكان السبب فقد الثقة في الآخرين، وأولاهما: والداي، بسبب وعدهما لي بالقيام بشيء ثم لا يوفون به، ولأني كنت طلبت من والدي أمراً كنت أعتبره مهماً جداً وكان هذا الأمر لا يضر أحداً، وكان وعدني بالقيام به بعد الامتحان ولكنه لم يف بوعده، وأيضاً رغم الحالة المادية الجيدة فكنت أحس بالحرمان المادي لأن والدتي كانت تقوم بادخار أي أموال يعطيها لي أي أحد، وكانت لا تجعلني في نفس المستوى الذي يعيش فيه زملائي، فكنت آخذ أموالابدون علم أحد وأصرفها، وكان هذا وأنا في الابتدائي.
وكانوا يضربونني على أي شيء دون تنبيه للخطأ من الصواب، وعدم معرفة الأشياء التي جعلتني أفعل ذلك، وأيضاً لم يشجعوني على ممارسة هوايتي، ويرفضون أن أشترك في أي مجال في الجامعة، وأنا أريد أن أشترك، وأنا الحمد لله الآن ملتزمة منذ سنتين ونصف فأرجو أن تدلوني على الخير، وأعتذر للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيراً، وأن يعيد إليك ثقتك بنفسك، وأن يربط على قلبك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك ضحية تربية خاطئة من قبل الوالدين أدت بك إلى تلك الحالة التي تُعانين منها، وأتصور كذلك أن والداك هما كذلك ضحية لتربية غير سوية من قبل أسرتهما، إذ أنهما نشئا في بيئةٍ تتصور أن هذا السلوك هو الأفضل والأحسن للتربية، فحملا معهما تلك الموروثات ولم يفكرا في تغيير نمط حياتهما، ربما لقناعتهما بأن هذا هو أفضل أسلوب وأحسن طريق، وربما لأنهما لم يحتكا بأحد حتى يلاحظا الفارق بينهما وبين غيرهما، فأنا أعتبر أنهما مساكين وأنهما ضحية مثلك تماماً، والبكاء على ما فات لن يصحح ما نحن فيه اليوم، وإنما يلزمك لإصلاح هذا الوضع همة عالية ومحاولات مستميتة لعدم تكرار هذه الأخطاء مستقبلاً؛ لأنك اليوم فتاة وغداً ستُصبحين زوجة وأمّاً ولك أولاد، وأنك قد تكررين نفس الأخطاء دون وعي معك، بل وقد تدافعين عن ذلك كما يدافع والداك الآن عن تصرفاتهما ووجهة نظرهما.

لذا أقول: دعينا الآن من محاكمة الوالدين واتهامهما بأنهما كانا السبب المباشر فيما أنت فيه، وتعالي معي لنُصلح ما يُمكن إصلاحه، خاصةً وأن أهم عوامل النجاح متوفرة لديك وهو تشخيصك لحالتك ومعرفتك بأسبابها، وحرصك على علاجها، فهذه كلها عوامل نجاح قوية، ولنبدأ العلاج خطوة خطوة كالتالي:

1- اطردي عن نفسك فكرة أنك ضعيفة الشخصية، وحاولي التخلص من ذلك في داخلك؛ لأنك في الواقع لست كذلك، ولكن هذا تصورك فقط.
2- طبقي هذا البرنامج يومياً قبل النوم وأنت في الفراش وتشعرين بمغالبة النوم، كرري عبارة (أنا قوية الشخصية) 15 مرة يومياً لمدة 20 يوماً.
3- أتمنى أن تقرئي أي كتاب عن استعادة الثقة بالنفس وقوة الشخصية، وهي كثيرةٌ جداً في مصر خاصة مكتبة جرير، وأنا واثق من أنها كثيرة عندكم، فاشتري بعض هذه الكتب، وحاولي قراءتها بتأنٍ وتعمق، وطبقي ما فيها من تدريبات، وستشعرين بتحسن عجيب وسريع إن شاء الله.
4- أكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يُصلح حالك، وأن يُعينك على التخلص من تلك الأفكار الخاطئة.
5- فكّري في مشروع مصغر ولو لدقائق تستعيدين من خلاله ثقتك بنفسك، ألا وهو مشروع حفظ آية واحدة من القرآن يومياً، أو حفظ حديث واحد من السنة النبوية؛ فهذا النجاح البسيط في هذا المشروع سوف يشجعك كثيراً على النجاحات الأخرى.
6- استغفري الله لما فكرت فيه وأقبلت عليه من الانتحار، واحمدي الله أنك لم تموتي على ذلك، وأنه أطال عمرك حتى تصححي مسيرتك وتسعدي نفسك والآخرين معك.
7- حاولي اختيار صحبة صالحة موفقة متميزة؛ حتى تكتسبي منها هذا التميز، وتعوضي هذا النقص الذي تشعرين به في أسرتك.
8- كوني حسنة الظن بالله؛ لأنه عند ظن عبده به، وتأكدي من أن مشكلتك بسيطة جداً وأن حلها في يدك وحدك، وأنك قادرة على حلها بإذن الله تعالى، وأنا واثق من ذلك جداً، فتوكلي على الله والله معك.

وبالله والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية مجهول

    الله يعينك اختي
    أنا شفت الهوايل مع امي وابوي وصابني مرض نفسي لا اتكلم مع احد ولا اثق بأحد واكتئاب وضيقه بس الان الحمدلله تشافيت بعدلله على ديد كتورنا حفظه الله والموقع المفيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً