الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلامات التي تظهر على ابني هل تدل على التوحد؟

السؤال

السلام عليكم.

ولدي الثاني عمره سنة وعشرة أشهر، كان يقول: ماما وبابا ويصفق بيده، منذ عدة أشهر أصبح يتمتم بدون كلمات مفهومة، ولا يستجيب لاسمه عندما أناديه، ولكن إذا قلت له: تعال خذ يأتي، وإذا كان التلفاز مفتوح يندمج وينسى من حوله ويركز فيه بشدة.

ويحب أن يرى الإضاءة في السقف، ويتابع ظله على الجدار وبالأرض يركز فيه، ويحب اللعب بالسيب ذهابا وإيابا، وإذا أقفلت الإضاءة لا يتحرك ويلعب بأصابعه، ويتفاعل إذا أضحكته ولعبته، فهو يلعب بالدراجة والمرجوحة ولعبه ممتاز، وإذا يريد أن يلعب بشيء يحاول فيه إلى أن يعرف له، فهل هذه العلامات تدل على التوحد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عبود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الابن لا زال صغيرًا حقيقة لأن يُشخَّص بأنه لديه علامات توحد.

التطور الارتقائي عند الأطفال يتفاوت من طفلٍ إلى آخر، خاصة عند الأولاد.

أنا أقدّر مشاعرك ومدى تخوفك من متلازمة الذواتية - أو التوحيد - وبالفعل هذه العلَّة أثارت الرعب لدى الكثير من الناس، لأنها حينما تكون في أشد حالاتها بالفعل هي مُعيقة جدًّا.

هذا الطفل لديه كثير من التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، والتفاعل الاجتماعي هو أحد الأسس الرئيسية لتشخيص علَّة التوحُّد.

اللغة أيضًا هي مرتكز رئيسي للتشخيص، لكن لا أعتقد أننا في هذا العمر نستطيع أن نقول أنه قد نكص أو انتكس فيما يخص التطور اللغوي.

ربما يكون متابعته لظلِّه على الجدار قد تكون متعبة بعض الشيء، لكن هذه أيضًا قد تكون مرتبطة فقط بخيال الطفل، الطفل في هذه السّن يعتمد على خياله في أشياء كثيرة.

أرجو ألَّا تنزعجي، وحاولي أن تتفاعلي اجتماعيًا أكثر مع الطفل، حاولي أن تُلاعبيه خاصة اللعبات المفيدة، وإن كان هنالك إمكانية لأن يتمازج ويتفاعل مع أطفالٍ في سِنِّه هذا سوف يكون أيضًا أمرًا جيدًا وأمرًا مفيدًا جدًّا بالنسبة له.

وأنا متأكد مهما أرسل لك رسائل طمأنة قد لا يكون ذلك كافيًا، لذا أنصح الأمهات في مثل حالتك إن كان بالإمكان الذهاب به لمركز تخصُّصي هذا سيكون أفضل. هنالك مراكز تخصُّصيَّة فيما يتعلق بالتطور الارتقائي عند الأطفال وتشخيص متلازمة التوحُّد.

أنا أرى أن الطفل معقول جدًّا، صحيح أن هنالك بعض الأشياء البسيطة التي قد تترك شيئًا من الانزعاج في نفسك، لكن بحول الله تعالى وقوته كلها سوف تتلاشى ويتطور هذا الابن بإذن الله تعالى.

فإذًا زيارة واحدة لمركز تخصُّصي سيكون أمرًا مطمئنًا جدًّا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً