الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب العادة السرية صرت أشعر بإثارة مستمرة وآلام أسفل الظهر، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا فتاة عمري 23 عاما، مارست العادة السرية لأول مرة وندمت، ولكن حصل شيء غريب، أصبحت أشعر بإثارة 24 ساعة، وآلام شديدة في المنطقة الحساسة وأسفل الظهر، بحثت ووجدت أن هناك مرضا نادرا يدعى بمتلازمة الإثارة المستمرة (pgad) تجعل الشخص مثارا بدون أي مسببات، ويسبب آلاماً في الحوض والمنطقة الحساسة، مر شهران وأنا أعاني ولَم أستطع الخروج من المنزل، أرجوكم ما الحل؟ هل هناك علاج لهذا المرض؟ لقد سئمت من حياتي وفكرت بالانتحار كثيرا!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحالة التي تشتكين منها - يا ابنتي - تسمى: التنبه المستمر للمنطقة التناسلية، ونفضل كلمة: تنبه، على كلمة: إثارة؛ لأن حالة التنبه فيها لا تترافق مع رغبة في ممارسة الجنس.

هذه الحالة هي حالة مرضية، ويمكن أن تحدث لدى الجنسين، ولم يتم التعرف على سبب حدوثها بشكل مؤكد بعد، لكن لوحظ بأنها قد تبدأ بعد تعرض الجسم إلى عامل محرض مثل: ممارسة العادة السرية، تغير الهرمونات، بدء أو إيقاف تناول بعض الأدوية، التعرض لرض أو جراحة في الظهر، التعرض لشدة نفسية وغير ذلك، لكن تبقى النسبة الغالبة من الحالات مجهولة السبب.

وفي مثل حالتك -يا ابنتي- فإن الخطوة الأولى التي يجب عملها هي التأكد من عدم وجود سبب عضوي مثل : الصرع، أذية في الجهاز العصبي، كيسة قرب جذر العصب العجزي -أسفل الظهر-، تناولك لبعض الأدوية وغير ذلك، لذلك يجب أولا عمل فحص عصبي شامل لك، مع التركيز على فحص العصب الذي يغذي المنطقة التناسلية؛ للتأكد من عدم تعرضه إلى ضغط، فإذا تم التأكد من عدم وجود سبب عضوي، فهنا يمكن القول بأن سبب المشكلة هو نفسي، فقد تبين بأن الشدة النفسية من أي نوع كان قد تكون سببا في تحريض ظهور هذه الحالة.

والعلاج هنا سيكون علاجا عرضيا، وذلك عن طريق:
1- الابتعاد عن العامل المحرض إذا تم التعرف عليه.
2- استخدام كمادات باردة تطبق على منطقة الفرج.
3- استخدام جل مخدر موضعي على المنطقة.

4- تناول أدوية من نوع مضادات الاكتئاب، فقد تبين بأنها تساعد كثيرا في علاج الحالة، ولكن الأفضل تناولها تحت إشراف الطبيبة النفسية لتحديد أفضل الأنواع لجسمك، وتحديد الجرعة المناسبة له، ثم البدء بها بشكل متدرج، هذا هو الأفضل.

لكن إذا كانت ظروفك صعبة ولا تسمح لك بمراجعة الطبيبة الآن، فيمكنك البدء بتناول حبوب البروزاك عيار 10 ملغ حبة يوميا في الأسبوع الأول، ثم عيار 20 ملغ حبة يوميا في الأسبوع الثاني، والاستمرار على 20 ملغ يوميا لمدة شهر، فإذا لم يحدث تحسن على هذه الجرعة، فيمكن زيادتها إلى حبتين يوميا: واحدة من عيار 10 ملغ وأخرى من عيار 20 ملغ، والمجموع سيكون 30 ملغ يوميا، وذلك لمدة شهر ثان، فإذا لم يحدث تحسن فيمكن زيادتها إلى حبتين يوميا من عيار 20 ملغ، والمجموع 40 ملغ يوميا وذلك لمدة شهر ثالث.

إذا لم يحدث تحسن على هذه الجرعة، فهنا يجب مراجعة الطبيبة المختصة فقد تكونين بحاجة إلى جرعة أعلى أو إلى نوع آخر.

في حال لم تستفيدي على هذه الأدوية، فسيكون الحل الأخير هو تطبيق العلاج بتيار كهربائي موضعي، وهذا يحتاج إلى طبيبة مختصة بالأمراض العصبية.

أسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً