الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن رغب في زواج الثالثة بغرض الاستقرار

السؤال

الحمد لله:
لي زوجتان وأبناء وبنات من الزوجتين، ولله الحمد، كنا نعيش مدة عشر سنوات كلنا في بلد عربي في سعادة وهناء، ثم منذ عام أرسلت الجميع للاستقرار في بلدي بسبب ظروف الإقامة وقوانين جديدة أصدرتها الدولة بشأن علاج وتعليم الوافدين.

المهم أني أزورهم في الإجازات والأعياد، وأقسم الأيام بين الزوجتين ليلاً، وكل الأيام للأولاد نهاراً، وأنا الآن أشعر بعدم الاستقرار في فترة غيابي عن الزوجتين، وأرغب في الزواج بثالثة، حتى أشعر بالاستقرار، بحيث تكون الزوجة الجديدة معي في الغربة، وأزور الزوجتين في الإجازات والأعياد كالعادة، سأصلي لله ركعتي الاستخارة إن شاء الله تعالى، وهذه الاستشارة بين أيديكم والمستشار مؤتمن، فأرجو أن تؤدوا الأمانة مأجورين من الله تعالى.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الدكتور / عرفات حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

بدايةً يسرنا أن نرحب بسعادة الدكتور عرفات في موقعه استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك، ويسرنا أن نتشرف باتصالكم بنا دائماً، ونحن دائماً في خدمتكم في أي وقت.

أخي الفاضل عرفات! نحمد الله أن وفقكم لإحياء سنة التعدد، ونسأله أن يعينكم على العدل والإنصاف، وأن يبارك لكم في أنفسكم وأهليكم، وأولادكم وأموالكم، وأن يصب عليكم الخير صباً، وألا يجعل عيشكم كداً .

وأما بخصوص رغبتكم في الزواج من ثالثة تؤنس وحشتكم، وتذهب عنكم مشقة الغربة وكابوس الوحدة، فنعم الرأي، ونعم القرار، وأراه من توفيق الله لك ورحمته بك ما دمت قادراً على ذلك بدنياً ومالياً، خاصةً وأن هذا القرار لا يجرؤ على اتخاذه الآن من الرجال ممن هم في أمس الحاجة إليه، وما ذلك إلا تقديساً للعادات البالية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وجهلاً بنظرة الإسلام الداعية إلى الأمن والأمان، والهدوء والاستقرار، فأسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشرح صدرك لهذا الأمر، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وتجمع عليك شملك، ويزيد الله بها رزقك، ويقوى بها ظهرك .

إلا أنه وكما لا يخفي عليك لا يجوز للرجل المسلم أن يؤثر بنفسه لامرأة واحدة، بأن تستمتع به وحدها طيلة أو غالب العام دونما قسمة شرعية بين الزوجات، فهذا حق الزوجات جميعاً لا يجوز لكم إهداره إلا بموافقة أصحابه من الزوجتين الأوليين، لذا أود أن تراعوا هذا الجانب، وهو العدل في القسمة؛ حتى لا تقعوا في معصية الله ومخالفة هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنما لكي تظل واحدة معك لابد من رضا البقية بذلك، وتنازلهم طواعية واختياراً عن حقهن، وإلا فلا يجوز ذلك شرعاً، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً