الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت، كيف الخلاص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 32 سنة ولدي ولدان، شعرت فجأة بخفقان في قلبي وزيادة في ضربات القلب، وإحساس غريب كأن روحي تخرج وسأموت، وبعدها هدأت قليلا لكن بقي الخوف من الموت يلازمني طوال الوقت.

ما زلت في هذا الأمر أكثر من سنتين، كشفت عند كل التخصصات، وعملت رسما للقلب وتحاليل للغدد وكل النتائج سليمة، ثم ذهبت لطبيب نفسي وأخذت دواء باكستين وكنت أنام جيدا، ولكن بعد التوقف عن الدواء عاد لي الأمر مرة أخرى.

أخاف عندما أعرف بموت أي شخص، وتزيد دقات قلبي، وقد لا أنام يوما كاملا من الخوف والتفكير، أود أن أعود كما كنت في السابق، أنام بصعوبة وأشعر أنني في صراع بيني وبين الإحساس بالموت.

أتيت براق ثقة رقاني في البيت وما زلت مستمرة على ذلك، قال لي أنني مصابة بالحسد والسحر، ولكنني لم أجد أي تحسن، ولا أعرف ماذا أفعل، أحيانا أكون جيدة، وأحيانا أخرى أكون مختنقة، وأشعر بضيق لدرجة أن عيني بدأت تؤلمني وأشعر بالزغللة رغم أن نظري 6/6.

ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، الذي أصابك هذا نسميه بقلق المخاوف والنوبة التي أتتك بخفقان في القلب وأشعرتك أن هذه هي ساعة الموت، هذه نسميها بنوبة الفزع، أو نوبة الهرع هي بالفعل سخيفة جداً لكنها ليست خطيرة، المرض هذا ليس مرضاً عضوية ولا نعتبره مرضاً نفسياً إنما هي ظاهرة نفسية معروفة، تندرج تحت قلق المخاوف، أهم علاج لها التجاهل أن يعيش الإنسان حياة طبيعية، أن تمارسي الرياضة وتمارين الاسترخاء، ولا تكثري من التردد على الأطباء، واجتهدي في إدارة وقتك، واهتمي ببيتك وأسرتك، وبر الوالدين، والتواصل الاجتماعي، والصلاة في وقتها، هذه كلها أمور مهمة وضرورية لعلاج حالات قلق المخاوف خاصة حين يكون مصحوباً بنوبات فزع أو هرع.

الرقية الشرعية لا شك أنها مطلوبة وعظيمة، أذكار الصباح والمساء أيضاً ضرورية جداً، توكلي على الله تعالى واعرفي أن الله خير حافظ، وأنه إذا كان هنالك عين أو سحر فإن الله سيبطله، اجعلي هذه قناعاتك، ولا تستسلمي لهذه الأمور أبداً، ولا تجعليها تؤثر على حياتك لدرجة الإصابة بالهوس أو الوساوس حولها.

إذاً هذه هي الخطة العلاجية بالنسبة لك، وتحتاجين أيضاً لدواء بسيط دواء سليم دواء مضاد لنوبات الفزع والهرع، والعقار الذي يسمى سيرترالين هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجارياً لسترال أو زوالفت وربما تجديه تحت مسميات أخرى، هو دواء جيد وسليم جداً وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، جرعته من حبة واحدة في اليوم إلى 4 حبات يومياً، لكن أنا أرى أن حبة واحدة ستكون كافية في حالتك خاصة إذا طبقت التعليمات الإرشادية التي ذكرتها لك بجانب العلاج الدوائي.

جرعة السيرترالين هي أن تبدئي بنصف حبة تتناولينها يومياً لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها حبة كاملة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، وإن تمكنت من الذهاب لمقابلة طبيب نفسي اعتقد أن ذلك أيضاً سيكون أمر جيداً.

نظمي وقتك من خلال التطبيقات التي ذكرتها لك ولا تنامي في أثناء النهار، احرصي على النوم الليلي، ثبتي وقت النوم، احرصي على أذكار النوم، لا تتناولي الشاي والقهوة أو أي من المكونات الغذائية أو المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً