الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيء وغثيان وخفقان وألم في الظهر والصدر .. ما تشخيص كل ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين على هذا الصرح الجميل، أسأل الله سبحانه أن يكون في ميزان حسناتكم، وأن لا يحرمكم الأجر.

أنا شاب أبلغ من العمر ٣٢ سنة، ومتزوج ولدي طفلان، وأعمل منذ ١٠ سنوات مهندس شبكات.

بدأت مشاكلي الصحية في سنة ٢٠١٢، حيث أعاني من ألم في البطن، وغثيان وقيء، ونزول الوزن أكثر من ١٠ كيلو، وفي نفس السنة ذهبت إلى أكثر من مستشفى وكانت كل الفحوصات سليمة، وتوجد حموضة مفرطة نتيجة فحص المنظار سنة ٢٠١٢، وصف لي دواء الحموضة ولم أتحسن.

وأعاني منذ سنة ٢٠١٢ إلى سنة ٢٠١٤ من نفس الحالة الصحية، حتى أني أصبحت أخاف الخروج من المنزل بسبب الإحراج والتقيؤ عند أصحابي في كل مرة أجلس معهم، وفي سنة ٢٠١٤ عملت فحص البكتريا عند دكتور الباطنية، وفحص فيتامين D، وظهرت نتائج الفحص بوجود بكتيريا، ونقص شديد في فيتامين D، وأخذت الدواء لمدة أسبوعين للبكتيريا، ولمدة شهرين لفيتامين D، وتحسنت ولكن القيء والغثيان يلازماني.

وفي سنة ٢٠١٥ عملت منظارا البطن، والنتيجة توجد حموضة مفرطة وبكتيريا، وارتجاع المريء، وفتق بالحجاب الحاجز، ووصف لي دواء البكتيريا والحموضة، مع دواء يسمى دوجمايتل ٥٠ ملج حبة يوميا لمدة ٤ أشهر، والحمد لله تحسنت كثيرا، وفتحت شهيتي للأكل، وزاد وزني ما يقارب ٧ كيلو، واختفت الأعراض المزعجة.

وفي سنة ٢٠١٨/٢٠١٧، رجعت لي الأعراض: القيء، والخوف من الأماكن المزدحمة بالناس، والرغبة بالجلوس وحدي، ورجعت واشتريت دواء الدوجمايتل بدون استشارة طبيب، وتناولت حبة يوميا وتحسنت، وإلى الآن وأنا أستخدمه حبة واحدة مساء، وهذه الفترة رجعت لي الأعراض وبقوة: خفقان في القلب، وألم ظهري وصدري والرقبة، وكذلك تشنجات في الرقبة كأنها كهرباء قبل الدخول في النوم، وأصبحت أرهق بشكل كبير، وأتعب من أبسط الأمور، وأهملت عملي وعائلتي، عملت فحص دم قبل أسبوع وجميع النتائج سليمة.

ملاحظة:

أعاني من حالة هلع وخوف، ودقات قلب سريعة، وضيق في التنفس كأني مخنوق، وجفاف الحلق بين فترة وفترة لمدة نصف ساعة تقريبا ويخف.

أرجو من حضراتكم مساعدتي باستشارتكم الطبية، شاكرا لكم جهودكم الدائمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك تعاني من حالة هلع، وتسمى panic attack، وهي حالة يضطرب معها مستوى هرمون سيروتونين serotonin في الدماغ، وهو هرمون موصل عصبي مهم جدا ومسؤول عن حالة السعادة التي يمر بها الإنسان، واضطراب هذا الهرمون يؤدي إلى الكثير من الأمراض النفسية، مثل التوتر، والقلق، والهلع، والخوف المرضي، والاكتئاب.

ومن أعراض ذلك المرض: ضيق التنفس، والخوف، والتعرق، والغثيان، وتسارع نبض القلب، واحمرار الوجه، ويمكن علاج مرض الهلع من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 أشهر، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك prozac، يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مج لمدة 10 أشهر، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

ومن المهم إعادة منظار المعدة؛ لأن فتق الحجاب الحاجز في معظم الأحوال يحتاج إلى تدخل جراحي لمنع انزلاق جزء من المعدة في التجويف الصدري ويؤدي إلى فتح صمام المريء، ووصول عصارة المعدة إلى الحلق والبلعوم؛ مما يؤدي إلى الحموضة، وضيق التنفس، وبحة الصوت، وحتى ذلك الحين لا مانع من تناول حبوب نيكسيوم 20 مج على الريق صباحا، مع جعل قوائم السرير الأمامية أعلى من الخلفية بحوالي 30 درجة.

ويمكن وضع مثلث خشبي متدرج بحيث يؤدي الغرض من منع عصارة المعدة من الوصول إلى الحلق، حتى مع وجود فتق الحجاب الحاجز، مع أهمية تقسيم الوجبات إلى وجبات خفيفة ومتكررة خصوصا في العشاء، مع تناول اللبن الزبادي واللبن الرائب مع مطحون الأرز، وسلطة الفواكه في العشاء، وتجنب النوم بعد تناول العشاء مباشرة.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب والمقوية للدم B12 في العضل كل 15 يوما واحدة جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان والرعشة ونوبات الهلع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً