الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي إحساس بالفشل، وأخاف من أي شيء، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 33 سنة، خطبت بنتا لمدة سنة ونصف، وقبل الزواج بثلاثة شهور حصلت مشاكل بسبب تدخل أمها في كل شيء، -وللأسف- فسخت الخطوبة، ونفسيتي تعبت جدا وأثرت على شغلي، وأصبحت الآن بلا زواج ولا عمل، ولدي إحساس أنني فاشل في كل شيء، وليس لي أي قيمة، وأصبحت أخاف من كل شيء، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلم وفقك الله أن الزواج قسمة ونصيب، يأتي في وقته الذي قدره الله له، ونحن نأخذ بالأسباب لتحقيقه، فإن تحقق وقت ما نريد ففضل من الله ورحمة، وأن تأخر فلحكمة يريدها الله سبحانه.

وعلى المسلم أن لا يتسخط من أقدار الله، وعليه أن يرضى ويصبر ويستمر في تحقيق أهدافه، ولا ييأس ولا يقنط ولا يتهم نفسه بالفشل.

وما حصل لك هو قدر مكتوب لك أراد الله لك أن لا يتحقق الزواج من تلك الفتاة لحكمة يعلمها، وعسى أن يكون في ذلك خير لك، قال سبحانه:﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾، ولا يعني ذلك أنك فاشل أو لا تستحق.

وكان الواجب عليك أن تتعامل مع هذه المشكلة بكل عقلانية وصبر وتفكير إيجابي حتى لا تكون سببا في تركك للعمل، وإصابة نفسك بالألم.

لذا ننصحك بإعادة النظر في طريقة التفكير، وإعادة بناء الثقة في نفسك من خلال النظر في قدراتك الإيجابية، وجوانب الخير فيها وقطع التفكير السلبي في أخطائك، وعدم الاسترسال فيه.

- والبحث عن رفقة صالحة ناصحة تساعدك على تجاوز هذه المرحلة.

- والالتحاق ببرنامج إيماني يقوي إيمانك ويدخل على نفسك الراحة والاطمئنان، مثل قراءة القران والتسبيح والذكر والاستغفار، مع المحافظة على الصلوات والبعد عن المنكرات والمعاصي ورفقاء السوء.

- البحث عن عمل مناسب آخر ثم البحث زوجة صالحة من خلال الرفقة الصالحة.

وفي كل الأحوال لا بد لك من فتح باب الأمل والثقة بالله، وكمال التوكل عليه والرضى بما قدره الله، وحسن الظن به -وإن شاء الله- تتغير نفسيتك وأحوالك للأفضل.

وفق الله لما يحب ويرضى، وأصلح حالك ويسر أمرك، ورزقك الله من حيث لا تحتسب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً