الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أختار زوجي أم أولادي، أنا في حيرة من أمري.

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة من شخص يصغرني بالسن، ويوجد صلة قرابة بينه وبين الزوج الأول، وعندي أولاد، وزواجي سري لا أحد يدري به، وذلك لظروف أهله ودراسته، ولظروف بيتي وأولادي وصلة القرابة.

سؤالي: طلب مني أن أتخلى عن العيش مع أولادي في بيتهم، وأن أتركهم وأعيش في حالي في بلد غير البلد، أو آخذهم معي بعيدا عن بيتهم، وأنا لا أستطيع ذلك لعدم توفر القدرة المالية، وعدم استطاعتي تربيتهم في بلد مفتوح، وخيرني بين أولادي وبينه، ومع العلم أنه قال لي: أنه سيتزوج بعد إنهاء دراسته لأنه لم يسبق له الزواج، وسيظل وضعي معه في السر، ويأتيني حين استطاعته.

إن تركت أولادي ليس لدي من يرعاهم، وإن أخذتهم معي لن أستطيع العيش جيدا، مع العلم أنه يحرم علي كل شيء ويحلل لنفسه كل شيء، كالجلوس مع زوجة أخيه أو التواصل معها في الهاتف، وإذا طلبت منه عدم وجودها يرفض.

أنا في حيرة من أمري، وأخشى من محاسبة الله إن تركت أولادي، وهل له الحق أن يخيرني بينه وبين أولادي؟ مع العلم أنه يغار من وجودي في المكان القريب من زوجي السابق، رغم أنني لا أراه ولا يراني، ويتهمني أن ضميري ميت، ويحذرني إن حدثت بيننا مشاكل أن يكون هو السبب في أن أترك أولادي.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Toataa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك، وردا على استشارتك أقول:

فلم تخبرينا كيف تم الزواج، ومن هو وليك الذي قام بإجراء العقد، وما هو الاتفاق الذي تم بينكما، وهل يقوم بالنفقة عليك أم لا ينفق.

الزواج مشروع عمر، وليس وقتيا، ولا لعبا ببنات الناس واستغلال حاجتهن، ولذلك لا ينبغي أن يبقى هذا الزواج سرا، هذا إن كانت الإجراءات قد تمت بطريقة صحيحة.

بما أنه فيما يبدو قد رضي بالزواج بك مع وجود أبنائك معك، فليس هنالك سبب وجيه لجعله يتراجع عن هذا.

لو كان جادا في الزواج بك، فليعلن زواجه منك، ويفتح بيتا مستقلا، ولا بأس حينها أن تتركي أبناءك لأبيهم، وإذا كان الزوج الثاني لا يريدك أن تبقي في منطقة يسكن فيها زوجك الأول، فليتم الاتفاق مع زوجك الأول على أن يصرف على أبنائه، وتنتقلين معهم إلى المكان الذي يريده زوجك الثاني، وعلى زوجك الثاني أن يفصح ماذا يريد؟ لكن إن كان يريد منك ترك أبناءك فليكن مقابل ذلك أن يعلن زواجه منك، وأن يفتح لك بيتا مستقلا، ويعدل بينك وبين زوجته الثانية إذا تزوج، فإذا رفض، فهذا يعني أنه غير جاد بالزواج منك، وأنه يمكن أن يتخلى عنك بمجرد أن ينتهي من دراسته.

إذا رفض شروطك، فأنصحك أن تختاري أولادك؛ لأن الواضح أنه يريد فقط الاستمتاع في هذه الفترة، ويبدو لي كذلك أنه لن يسمح لك بالحمل؛ لأنك لو حملت فربما شاع أمر زواجك به- -والله أعلم-.

أنصحك أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعي بالدعاء المأثور في موضوع بقائك مع هذا الرجل أو الانفصال عنه، وما سيقذف الله في قلبك وترتاحين له، فافعلي ولن يضيعك الله.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً