الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي كسول ولا يتحمل مسؤولية الإنفاق، فهل أنفصل عنه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 18 سنة، وأم لخمسة أطفال، مشكلتي مع زوجي في نفقة البيت، حيث إنه منذ أن تزوجته عمله متقطع، يعمل فترات متناوبة قصيرة وينقطع كثيرا حتى يصل الانقطاع إلى عامين أو ثلاثة أعوام دون عمل، علما أني مدرسة وأنفق على أولادي وعلى دراستهم وعلى البيت من راتبي، وابني الكبير في المرحلة الثانوية.

عندما أطلب من زوجي أن يبحث عن عمل حتى ينفق علينا يصرخ في وجهي، مع الإهانات المتكررة والكلمات الجارحة، والمشكلة صارت يومية ووصلت بنا إلى حد الفراق، وأصبحت عاجزة عن تأمين النفقة للبيت وللأولاد؛ لأن راتبي متقطع وليس بدائم، كما أنه لا يوجد لدينا مصدرا آخر.

فقدت قدرتي وصبري، ولم أعد أحتمل، مع العلم أنه قد سنحت له فرص كثيرة للعمل ولكنه رفضها؛ لأنه لا يريد أن يعمل، ويطلب مني أن أعيش بالقليل على فتات الخبز، ويقول: هذا ما لدي، ويمضي أغلب أوقاته يتصفح الإنترنت ولا يشعر بالمسؤولية، ماذا أفعل؟ أطلب الفراق أم أستمر معه من أجل أطفالي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hind حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

- إنني أحس بمعاناتك الكبيرة وتحملك لهذه المسئولية الجسيمة، فأسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر والمثوبة.

- يبدو لي أن زوجك قد استمرأ الحياة بهذه الطريقة كونه ركن عليك في إدارة شؤون البيت والإنفاق عليه.

- الذي أنصحك به هو أن تجعلي جل مرتبك لصالح أولادك، وألا تلبي لزوجك طلباته، فإذا طلب شيئا فعليه أن يأتي بالمال.

- لا أنصحك بطلب الطلاق، خاصة وأن لديك أبناء؛ فالمتضرر الأكبر من الطلاق هم أبناؤك، وعليك أن توجهي زوجك ما بين الحين والآخر بالسعي لطلب الرزق، واجعلي أسلوبك معه لينا؛ فالرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، كما أنصحك أن ترتبي حياتك ووضعك معه خاصة في جانب الحمل فيكفيك تحمل مطالب الموجودين.

- اجعلي أبناءك يطالبون أباهم باحتياجاتهم ولو من باب الضغط عليه وإحراجه.

- انظروا فيمن يمكنه التأثير عليه في هذا الجانب كوالديه وإخوانه وسائر أسرته وكذا أصدقائه؛ فلعله يستحيي من كثرة كلام الناس.

- إن كنت أنت من وفر الإنترنت في البيت فبادري بقطعه، خاصة إن كان غير مهم وجوده؛ لأن ذلك هو ما يجعله مدمنا على التصفح هنا وهناك.

- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله سبحانه أن يلهم زوجك الرشد وأن يجعله يفيق من غفلته عن تحمل مسئوليته.

- اجتهدي في تقوية إيمانه بالله تعالى؛ لأن قوة إيمانه تجعله يشعر بالمسئولية التي على عاتقه ويخاف من سؤال الله له هل حافظ عليها أم ضيعها، وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.

- ذكريه بالله سبحانه وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ولاه الله رعية ثم لم يحطهم بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة).

- إن رأيت أن تهدديه بترك الأولاد والبيت والعودة إلى أهلك إن لم يبحث عن عمل وعلمت أن ذلك ينفعه فافعلي، على أن تمنحيه مدة كافية للبحث عن عمل.

- قد يضيق الله الرزق على بعض عباده لحكمة يعلمها سبحانه، وهنا لا بد أن تقف الزوجة مع زوجها طالما ولم يقصر في البحث عن عمل، لكن زوجك كما أسلفت استمرأ الدعة، خاصة وأنك ذكرت في استشارتك أنه أتيحت له فرص عمل لكنه رفضها، وهذا هو الأمر المعيب.

- لماذا لا يقوم زوجك بأي عمل حر يرى أنه يعود عليه بالفائدة؟! فالله تعالى لم يضيق على عباده في عمل معين بل أمر بالسعي ووعد بالعطاء.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يلهم زوجك الرشد، وأن يجعله يفيق من غفلته ويتحمل المسئولية المنوطة به، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً