الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماضي وعصبية زوجتي تعكر صفو حياتي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا حديث عهد بالزواج، اكتشفت أن زوجتي كانت تكلم شبابا بقصد الزواج لكن في حدود الأدب وانقطعت عن ذلك بعد العقد عليها بأيام من خلال ما اكتشفت من تاريخ المراسلات الذي كانت آخر رسالة فيه تخبره أنها تزوجت لينقطع التواصل بينهما، لكن الأمر ظل يشوش تفكيري ويشعرني بخيبة أمل وحزن خاصة أنها فتاة ملتزمة.

كما أعاني من إشكالية أخرى وهي عصبيتها الشديدة والتي تجعلها تتلفظ بعبارات قاسية في حقي وفي حق أهلي، فأتلمس لها العذر كونها أخبرتني أنها في حالة العصبية هذه لا تستطيع تمالك نفسها، وأن هذا الأمر كان ملازما لها منذ فترة طويلة حتى مع أهلها، كانت تصرخ في وجههم إذا كانت في هذه الحالة من العصبية، لكن رغم ذلك عندما أتذكر تلك العبارات أصاب بالإحباط والحزن، إضافة إلى ما عرفته عن ماضيها من حديثها مع شباب، الأمر الذي أصاب أحيانا بسببه بأفكار سلبية تحاصرني وإحباط وحزن وشعور سيء ينتابني، أريد منكم نصائح واستشارات تفيدونني بها في هذه الأمور.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق لك السعادة والآمال.

أرجو أن تتوقف فورًا عن التفتيش والتنبيش في الماضي الخاص بزوجتك، وتعوذ بالله من شيطان همه خراب البيوت، وتذكّر أن زوجتك كغيرها من النساء والرجال لا يمكن أن تكون بلا عيوب، فنحن جميعًا بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- وجّهنا نحن معشر الرجال بقوله: ((لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إن كَرِهَ منها خلقًا رضيَ منها آخر))، وقد جاء في كتاب الله عز وجل: {وعاشروهنَّ بالمعروف فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.

وإذا كانت عصيبة زوجتك جزءًا من طبعها وكانت تمارسها مع أهلها وقد أخبرتك بها، فأرجو أن تصبر عليها، وتُذكّرها بالله بعد هدوئها، وتتفادى ما يُثير عصبيتها، ولا تنقل إساءتها لأهلك، والمؤمن لا ينقل إلَّا الخير وإلَّا أفضل ما يسمع، فإن وجدتَّ منها ثناءً وخيرًا في حق أهلك فانقله لهم، وإن كان غير ذلك فلا تخبر أحدًا منهم، وتذكّر أنهم سوف يأخذوا من حسناتها، وذكّرها بأنها الخاسرة بتلك الأشياء، وأنها تهدي حسناتها للآخرين.

أمَّا بالنسبة لكلامها مع شاب بقصد الزواج وتوقفها عند ذلك بعد ارتباطها بك فلا تُلام عليه، فمن الطبيعي أن تكون أي فتاة مطمعًا ومقصدًا لطالب الحلال، والممنوع هو الاستمرار في العلاقة بعد حصول الارتباط، وهذا لم يحصل، بل الذي حصل يدل على أنها طوت تلك الصفحات عندما أخبرته أنها تزوجت وأنها فعلت ذلك لتقطع التواصل.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأحسِن الظنَّ بأهلك، واقترب منها، فإن حسن تعاملك منها وإقبالك على الحلال هو أكثر ما يجلب لك ولها السعادة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً