الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على زوجي أن يعوض زوجته الأولى عن كل السنوات التي فارقها فيها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا زوجة ثانية سورية الجنسية، زوجي مصري وزوجته الأولى مصرية مقيمة في مصر، تزوجته في السودان حيث كنا نعمل سويا، وزوجي لا يمكنه العودة لمصر لظروف تخصه، وقد قبلت الزواج به رغم معارضة أهلي المقيمين في سوريا، ورغم أني بزواجي منه أكون قد قطعت علاقتي نهائيا بأهلي وبلدي لأني أحببته، ولأن زوجته بعيدة وقد لا يلتقي بها إلا بعد سنوات حسب قوله، ولأنه وعدني أنه لن يدعني أشعر بغيابه، وأننا عندما نستقر كلنا في بلد واحد سيعدل بيننا يوما لي ويوما لها، وأن لا شيء يستحق أن أسكن وحدي شهورا، وبناء على هذا الوعد تزوجته.

علمت من موقعكم أن موضوع القسمة للزوجة التي تقيم في غير بلد زوجها مختلف عليه شرعا، وربما تكون الأكثرية ممن يقولون بوجوب القسم لها، هل يجوز لزوجي بعد أن تزوجني بناء على وعد هو من رأي الأقلية أن يخلف بوعده بعد الزواج بحجة عودته لرأي الأغلبية؟ وهل يحق للرجل أن يعد زوجته الجديدة قبل أن يتزوجها بما قال به الأقلية بأمر مختلف عليه؟ هل يجوز لزوجي أن يعوض زوجته الأولى عن السنوات التي قضتها في بلدها ومع أهلها تقضي مصالح أطفالها، وأبقى أنا هذه السنوات وحيدة في بلد غريب بعد أن تركت أهلي وبلدي بسببه؟ لو جاز لها القسم هل يجوز أن يعادل أياما قضاها معي يعمل من الصباح حتى قرابة منتصف الليل بأيام يقضيها معها عاطلا عن العمل؟

في حال عدم رغبتها البقاء في مصر، ولكنها قضت هذه السنوات مضطرة لظروف زوجها وظروف أطفالها وقضاء مصالحها ومصالح زوجها، وإن لم ترغب بذلك، فإن جاز لها القسم هل تعوض عن كامل هذه الفترة أم فقط عن الفترة التي قضت بها مصالح زوجها؟ وكيف تعوض عن فترة قضاء مصالح أطفالهما كونها مصلحة مشتركة؟

أعتذر للإطالة، ولكن هذا الموضوع أصبح حاسما في علاقتي مع زوجي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجمع الشمل، وأن يصلح الأحوال، وأن يعين زوجك على إرضاء الكبير المتعال، وأن يُحقق لكم جميعًا في طاعته الآمال.

لا شك أن للزوجة الأولى حقا، ولكن ليس خصمًا من حقك، والظروف التي تمنعه من الذهاب لأهله هي الظروف التي جعلته يتزوج، وإذا ذهبتم إلى بلدها أو حضرت لبلدكم فإن القسمة تبدأ بالتساوي، وقد يزيد بعض الوقت في غير المبيت لرعاية أطفاله، فالعدل بين الزوجات، ولكن مَن عندها أطفال أكثر أو أحوج للرعاية سوف يحتاجون إلى مزيد من الوقت والمال، وكل هذا في غير وقت المبيت، والشريعة أمرت الزوج بالعدل، فالأمر حسب استطاعته، انطلاقًا من الظروف المعروفة، ونتمنّى أن يتفق مع زوجته الأولى ويرضيها أيضًا ويُكرمها على صبرها.

أمَّا بالنسبة لما اشترطه على نفسه فهو ملزم بالوفاء به، واختياره لرأي فقهي يرفع من شأنه ويُخرجه من دائرة الخلاف، والمسلمون على شروطهم، ونأمل أن يتواصل معنا حتى نفهم وجهة نظره ونناقشه.

وأنت لن تندمي على زواجك، وأظهري لأهلك السعادة، ولطّفي العلاقة معهم، وثقي بأنهم سوف يعودون إلى بيتهم، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يؤلّف القلوب.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى اصطحاب معاني الدين والتسامح مع زوجك، والحرص على حسن العلاقة مع زوجته الأولى، ولا تُشددي عليه حتى لا يُشدد عليك.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً