الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق لأني تأخرت في الزواج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من ضيق شديد جدا في صدري بسبب تأخري في الزواج والتخرج من الجامعة وعدم إيجاد عمل، حيث أني عاطلة منذ ثلاث سنوات.

موضوع الزواج هو الأهم، فلم يتقدم لخطبتي أحد، رغم أني مقبولة وذات خلق، وحافظة لبعض القرآن، وأحب شخصا، وأعلم أنه لا يجوز الكلام معه، لكني لا أستطيع نسيانه مهما فعلت وحاولت، أحيانا أتكلم معه على الفيسبوك فقط، وظروفه لا تسمح باللقاء حاليا، علما أنه صاحب خلق ومواصفات جيدة لم أجدها في أهلي، فهم عصبيون.

كيف تنصحوني بالابتعاد عن كل هذا وكسب رضا الرحمن؟ أنا مؤمنة، وأعلم أن الزواج نصيب، لكني لم أستطع الابتعاد عنه، خاصة أن قريباتي وصديقاتي الأصغر سنا متزوجات، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صبرين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعجل لك بالحلال، وأن يضع في طريقك صالحًا مصلحًا من الرجال، وأن يُصلح لنا ولكم الأحوال، ويُحقق في طاعته الآمال.

أرجو أن تحمدي الله الذي وفقك لإكمال الجامعة، ووهبك النعم الكثيرة التي نرجو أن تتعرفي عليها لتشكري الله عليها، فتنالي بشكرها المزيد، وتذكري أن نعم الله مقسمة، وكلنا صاحب نعمة، فهذه عندها نعمة المال لكنها تحرم العافية، وتلك عندها الوظيفة ولكنها تحرم الجمال، وثالثة تُرزق بالزوج وتُحرم العيال، ولا سعادة إلَّا بالرضا بما يُقدّره الكريم المتعال.

وأرجو أن تعلمي أن لكل شيء قدرًا، وأن رزقك سوف يأتيك، فاستعيني على طلب ما عند الله بطاعة الله، واعلمي أن ما عند الله من توفيق وخير لا يُنال إلَّا بطاعته.

ونتمنَّى أن تتوقفي عن أي نوع من التواصل معه، والرجل قد عرف عنك الخير وعرفتِ عنه الخير، وعليه أن يسلك السبل الشرعية في الوصول إليك، وإذا طرق الباب صاحب دين فلا تترددي في القبول به، واسألي الله من فضله.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى:
1) الاهتمام بنفسك وبتطوير مهاراتك ومعارفك العلمية والحياتية.
2) المشاركة في المحافل والتجمّعات النسائية والمحاضرات، وإظهار ما وهبك الله من ذوق وأدب، واعلمي أن كثيرا من النساء يبحثن عن أمثالك من الفاضلات لأبنائهنَّ أو لإخوانهنَّ أو لمحارمهنَّ.
3) أظهري رضاك بقضاء الله وقدره، واحرصي على تقوى الله، فإن الله وعد أهلها بقوله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
4) كوني عونًا للضعفاء والمحتاجين ليكون العظيم في حاجتك.

ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً