الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع تجاهل وسواس الموت، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعتذر جدا على كثرة أسئلتي، وأعلم أنني أسبب لكم الإزعاج، ولكن والله ليس بيدي حيلة.

تعبت جدا وصرت أفكر في الانتحار وكرهت نفسي جدا، وأرى المستقبل يضيع مني، وكل ذلك بسبب وسواس الموت الذي حول حياتي إلى جحيم.

لقد طلبت مني يا دكتور أن أتجاهله، لكني لا أستطيع، أشعر بأنه حقيقة ويضغط على صدري، وصرت أخاف من الغد خوفا أن أموت، وصرت أفكر في الهرب من البيت، وقد طلبت مني يا دكتور أن أراجع طبيبا نفسيا، لكن أمي لا تسمح لي بذلك، فهل تصف لي علاجا مع تعليمات الاستخدام يخلصني من هذا الشعور؟ هل الله لا يريدني أن أطلع لمعدل عالي؟ أشعر بأن الله يكرهني، وقد تركت دراستي وصرت كثيرة النسيان وعديمة التركيز.

أتمنى أن تفهمني يا دكتور، فلا أحد يشعر بحالي، أريد أن أكون إيجابية ومتفائلة، أشعر باختناق، وتصبح الدنيا سوداء في عيني بسبب شعوري بالموت، ساعدني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
أولاً: أنت لديك مفاهيم خاطئة كثيرة، ليس الأمر وسواسا فقط، هذه الأفكار التي تزاحمك، الكلام عن الانتحار، هذا يجب أن تعتبريه أمراً سخيفاً ويجب أن ترفضيه رفضاً قاطعاً، أنت مسلمة، والحياة طيبة وجميلة، الله تعالى يقول: (ولا تقلتوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيماً) وهنالك من لديهم أمراض مطبقة وأمراض شديدة وأمراض خطيرة، ونجدهم في غاية الرضا والصبر على الابتلاء، هذا تفكير خاطئ.

الأمر الثاني: قولك هل الله لا يريدني أن أطلع لمعدل عالي؟ هذا كلام أيضاً غير مقبول، الله رحيم بنا في كل شيء، فعلينا أن نأخذ بالأسباب ونجتهد حتى نحصل على النتائج الرائعة، قولك بأنك تشعرين أن الله يكرهك، كيف تقبلين مثل هذا التفكير، هذا التفكير سخيف تفكير يجب أن تحقريه، الله تعالى أتى بك لهذه الدنيا في أحسن تقويم، ويجب أن تعيشي الحياة بقوة، وبجمال، وتكوني مساهمة في إعمار الأرض، وتكوني كيسة فطنة تنظمي وقتك، يجب أن تكوني متفائلة، أن تسعي لأن يكون لديك مستقبل مشرق، تحرصي على صلاتك في وقتها، وتكثري من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتجعلي لك صداقات متميزة مع الصالحات من البنات، وتحسني إدارة وقتك، وتمارسي الرياضة وتستمتعي بالحياة، هكذا هو العلاج هذا هو الطريق.

أما الوساوس فيجب أن تحقر ولا تناقش أبداً، ولا تدخلي في مجال حوار معها، والدواء يمكن أن تتناوليه، لا توجد مشكلة، لكن استئذان أهلك هو أمر جيد وسوف تحسين بالذنب إذا أخفيت شيئاً ولم تطلعي أهلك عليه، لا تذهبي إلى الطبيب النفسي، اذهبي إلى طبيبة عمومية طبيبة باطنية، وأنا متأكد أنها سوف تصف لك دواء، هنالك عقار يسمى بروزاك، أو عقار يسمى زيروكسات، وآخر يسمى زوالفت كلها أدوية معروفة لعلاج الوساوس وكذلك الفافرين، من الأدوية الممتازة، فالأمر في غاية البساطة، اذهبي إلى الطبيبة العمومية الطبيبة العادية واعرضي عليها هذه الأدوية التي ذكرتها لك.

أريدك أن تكوني أكثر تفاؤلاً، وأن تكوني إيجابية في كل شيء، وشعورك بالاختناق هذا من القلق المصاحب للوسواس، والدنيا سوداء في نظرك هذا شيء من الاكتئاب البسيط الذي يصاحب الوسوسة، لكن هذا كله يطرد ويدفع بعيداً عن طريق الفكر الإيجابي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وحفظك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً