الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتم التعامل مع الأمراض المزمنة في شهر رمضان؟

السؤال

السلام عليكم.

نحن مقبلون على شهر رمضان ولم يبق إلا أيام قليلة، وهناك شرائح كبيرة من المجتمع مصابة بأمراض مزمنة، خاصة مرض السكري بنوعيه، وكذلك ضغط الدم، وقصار الكلوي، اشرحوا لنا كيف يتم أخذ الأدوية؟ وما هي المأكولات المسموحة والممنوعة؟ ومن هم من هؤلاء المرضى الذين لا يحق لهم الصيام؟

وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك من الأمراض ما يوجب معها الفطر عند الإصابة بها، ولا يصح الصوم مثل السكري من النوع الأول الذي يعتمد على الأنسولين سواء (TIDM)، أو النوع الثاني من السكر (T2DM) في مراحلة المتأخرة التي يعتمد فيها المرضى على الأنسولين أيضا؛ لأن الصوم لساعات طويلة قد يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر إلى حد الخطر، ولم يشرع الصيام لذلك.

كذلك هناك أمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز الهضمي المزمنة التي تحتاج إلى عناية ورعاية طبية مستمرة فلا بأس من أن يتبع المريض تعاليم الطبيب، وأن يفطر، وأن يخرج كفارة ذلك كما وضحت الشريعة الغراء.

أما النوع الثاني من السكر التي يتم علاجه بالأدوية فإن الصيام يمثل جزءا أساسيا من العلاج لدرجة أن بعض المراكز الطبية المتخصصة في علاج السكر تنصح بالصيام؛ لأنه يعمل على ضبط مستوى السكر في الدم بشكل ملحوظ، والمهم اتباع تعليمات الطبيب المعالج، ولالتزام بالنظام الغذائي المحدد لهم، ومن ذلك تناول 3 وجبات (الإفطار- وجبة خفيفة في منتصف الليل- وجبة السحور) يومياً، والامتناع عن الأطعمة التي تحتوي على قدر كبير من السكريات البسيطة والدهون المشبعة، وينبغي تعجيل الإفطار، وتأخير وجبة السحور إلى ما قبل أذان الفجر.

مع تناول أكبر قدر من السوائل التي لا تحتوي على سكر، مثل الماء والعصائر الطازجة ويفضل ماء زمزم لمن تيسر له، مع عدم بذل مجهود بدني كبير، مع تجنب البقاء طويلاً في الطقس الحار تجنباً لفقدان السوائل عن طريق العرق أثناء ساعات الصيام، ولا مانع من إنهاء الصوم دون تردد في أي وقت عند حدوث انخفاض حاد في هبوط مستوى السكر بالدم دون 60 مجم حتى في حالة عدم الشعور بأعراض الانخفاض، فهذه الحالة تستوجب عند حدوثها إنهاء الصوم فوراً دون تردد وتناول شراب يحتوي على سكر، ويكرر ذلك حتى تعود نسبة سكر الدم إلى المستوى الطبيعي.

وفي مثل هذه الأوقات من كل عام يتردد المرضى على الأطباء للعمل على إعادة ضبط الجرعات ومواعيد تناول الأدوية؛ لكي تناسب ساعات الصوم، وقد تقل كمية الأنسولين عن جرعات ما قبل الصيام، ويتغير موعد تناول الدواء، وبالتالي يمكن تناول الحبوب التي يتم تناولها قبل وجبة الإفطار قبل رمضان قبل وجبة إفطار رمضان، وكذلك يمكن تناول حبوب جلوكوفاج أو حبوب جانومت التي يتم تناولها بعد الغذاء بعد وجبة الإفطار في رمضان وبعد السحور، مع إمكانية تناولها أيضا بعد السحور.

ومن المهم تناول وجبة السحور قبيل صلاة الفجر، مع البعد عن الحلويات في تلك الوجبة حتى لا تضر بعملية ضبط السكر في الدم، ويفضل تناول الفول والأجبان والخبز الأسمر؛ لأنها وجبة تظل في المعدة مدة أطول، ولا يشعر معها المريض بالجوع السريع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً