الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت، فهل يتحقق ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري، كان وساس الكفر والعقيدة، والآن وسواس الموت، وأشعر بخوف، علما أني قمت بالرقية الشرعية وتأثرت منها، فهل الأمراض الروحية تسبب الوسواس؟ وهل الوسواس يتحقق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ورد الياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وثبتك ويُصلح الأحوال، وأن يُذهب عنك وساوس الشر ويحقق لك الطمأنينة والآمال.

أبشري وأمّلي ما يسرُّك، وثقي بأن من أذهب عنك وساوس الكفر سوف يُذهب عنك وسواس الخوف من الموت، واحمدي الله الذي جعل كيد عدونا لا يتعدى الوسوسة، وكيد الشيطان ضعيف، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فتعوذي بالله من شره ونفخه ونفثه، واشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك بغيره، واعلمي أنه يفرُّ من ذكر الله ويفرُّ من بيتٍ يُقرا فيه كلام اله، فعاملي عدوّنا بنقيض قصده.

أمَّا بالنسبة للرقية الشرعية فهي نافعة -بحول الله وقوته- فالرقية دعاء وذكر، وكل ذلك ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، فواظبي على أذكار المساء والصباح، وأكثري من السجود لخالق الأصباح، وأكثري من رفع أكفّ الضراعة إليه، فإنه سبحانه المجيب الفتَّاح.

والأمراض الروحية لها علاقة بالوسواس كما أن جزء كثيرا من الأمراض البدنية لها أسبابها النفسية، والأمور متداخلة جدًّا، فاطلبي العافية من واهب العافية، واحمديه على نعمه، واشكريه لتنالي بشكرك له المزيد، فهو القائل: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

والحقيقة أن الوساوس تظل وساوس ولن يصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وما يقدِّره الله هو الخير، ولو كشف الحجاب ما تمنى الإنسان إلَّا ما حصل له، والسعداء تمتلئ نفوسهم سعادة ورضىً بما يُقدّره الله لهم، كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).

وهذه وصيتنا لك ولأنفسنا بتقوى الله، وأذكّرك بأن ربنا الرحيم لا يُحاسبنا بما نحدّث به أنفسنا، ونحيِّي رفضك لوساوس الشر، ونؤكد أن ذلك هو صريح الإيمان، ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك ويُسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً