الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب والده به تشوه خلقي، فهل أقبله؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في العشرينيات من العمر، محافظة جدا وخجولة وعلى قدر من الجمال، متفوقة في دراستي الجامعية -والحمد لله-، تقدم لي العديد من الشباب، لكني دائما أرفض بسبب دراستي، فتقدم لي ابن خالي، وهو شاب متدين خلوق وطموح ويعتمد عليه، وبنفس مستواي التعليمي.

خالي -والده- يعاني من تشوه خلقي مع أنه ليس خطيرا، كما أن أخاه متزوج ورزق بأبناء طبيعيين، إلا أن هذا الأمر يقلقني، أيضا مستوى عائلة والدته الاجتماعي أقل من مستوى عائلتي، مما قد يسبب لي الحرج مستقبلا، كذلك فإن علاقتنا سطحية جدا، فأنا لا أعرف شخصيته وطباعه ولا هو يعرف عني الكثير.

إذا وافقت لا يمكنني التراجع، علما أني في بداية الأمر رفضت وأكملت دراسات عليا، لكن الآن عائلتي يرون أني لن أجد مثله لو رفضته، خاصة أنه تقدم لي مقتنعا بي، وأنه يمكن إذا وافقت أن يتقدم لي ثانية، كما أن والدته تتصل أحيانا وتسأل عني إن كنت أنهيت دراستي، مع أنها تبحث له عن عروس أخرى، مع أني بعد كل ما سمعت عنه وبعد صلاة الاستخارة، بدأت أميل إلى القبول، لكني ما زلت خائفة وقلقة، فكيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rania حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المواصفات المذكورة في الخاطب عالية، ورغبة الأهل من الطرفين في الارتباط من أهم مرجحات ومسببات النجاح بعد توفيق الله سبحانه، كما أن الميل الذي انقدح في نفسك مؤشر جيد ومبشر بالخير، فالميل المشترك والانشراح والارتياح، مع وجود الدين في الطرفين مما يوصل إلى الصلاح والفلاح.

والمخاوف المذكورة ليست في مكانها ولا يبنى عليها، والمظاهر ليست من كسب الإنسان، وإنما النجاح والفلاح يكون بما نكسبه ونعمل به من الطاعات وفعل الخيرات، ومقدار كل امرئ ما كان يحسنه، وأبلغ من ذلك قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

واعلمي أن القريب أرفق بقريبته، وأن مثل هذه الزيجات تقوي الروابط الأسرية، وأهلك هم أعلم الناس بمصلحتك وأحرص على ما ينفعك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحذرك من التردد وتفويت الفرصة، فالفتاة تتضرر من رد الخطاب، والضرر يكبر عندما يكون ابن خال وصاحب دين.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً