الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رائحة الفم الكريهة وطرق التخلص منها!

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري17 سنة، وتنتج مني رائحة كريهة، ولكن لا أشمها، بل يشمها من حولي.

ما هي أسباب هذه الرائحة، وأريد أن أعالجها في المنزل؛ لأني لا يمكنني أن أقول لأمي خذيني إلى الدكتور؛ لأن رائحتي كريهة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يصعب تحديد السبب بدون المعاينة الطبية في عيادة الأذن والأنف والحنجرة. وكما ((لا حياء في الدين)) فلا حياء في المرض، طالما أن الله تعالى أنزل الداء، وأنزل معه الدواء، فعليك بمراجعة العيادة، وقد يكون الحل سهلا وفي متناول اليد.

بالنسبة لرائحة الفم؛ فالأغلب أن سببها في الفم نفسه، سواء من الأسنان أو اللثة أو اللوزتين...، أغلب الناس لديهم رائحة فم كريهة في وقت من النهار، وعلى الأغلب لا ينتبهون لذلك.

ولكن يهمني معرفة هل أن حاسة الشم عندك ضعيفة أم لا؟ بمعنى: هل تميِِزين الروائح بشكل جيد، أم لديك انعدام، أم ضعف في هذا التمييز؟

في حال كون الرائحة كريهة فعلا، ولا تستطيعين شمها، وتم تأكيد وجود هذه الرائحة؛ فالسبب هنا على الأغلب هو التهاب مزمن ضموري في الأنف نفسه.

وأما إن كان الشم لديك طبيعيا -وهو الأرجح-؛ فنبحث عن السبب في الفم على الأغلب كما ذكرت.

حقيقة: هناك نوعان من الجراثيم التي تستوطن الفم وتسبب الرائحة الكريهة:

النوع الأول: (إيجابي الغرام) ويكون فوق الخط اللثوي (أي على الأسنان وفي الفم).

النوع الثاني: (سلبي الغرام) ويتموضع تحت مستوى الخط اللثوي -أي في باطن اللثة-، وهو المسؤول عن أغلب الرائحة الكريهة التي نعرفها.

هناك غازات تنتشر من هضم هذه الجراثيم للسكريات والبروتينات الموجودة مع الطعام، فالنوع الأول يتغذى غالبا على السكريات، والنوع الثاني على البروتينات.

هذه الغازات تعطي رائحة مميزة لكل نوع منها مثل: البيض المتعفن، الكرنب المتعفن، الثوم، السمك..

كل إنسان لديه مجموعة كبيرة من الجراثيم في باطن الفم، وعلى اللسان والأسنان واللثة. هذه الجراثيم في حالة التوازن الصحيح لنسبة تواجد كل منها لا تعطي الرائحة الكريهة، وأما إن غلبت بعض الجراثيم المعينة فتصبح الرائحة الناتجة عنها كريهة.

بالنسبة للعلاجات في المنزل: فإليك بعض هذه النصائح، فإن لم تفلح؛ فيبقى عليك أن تصارحي السيدة الوالدة لتأخذك للطبيب المختص؛ لعمل الفحص الطبي، وما يلزم أحيانا من الصور الشعاعية للأنف والجيوب الأنفية، أو الإحالة لطبيب الأسنان.

إن التوجه الحديث في علاج رائحة الفم الكريهة هو في محاولة تغيير نسب الجراثيم المستوطنة في الفم بحيث نستبدل الجراثيم السيئة بجراثيم جيدة لا تصدر الروائح، وتأخذ مكانها، وتمنعها من العودة والاستيطان مجددا في الفم.

إحدى هذه الطرق تكون عن طريق تعقيم الفم بالمطهر الفموي بالمضمضة بالكلورهيكزيدين، ثم بمص قرص لوزنج حاوي على جراثيم مفيدة (المكورات العقدية اللعابية K12) التي تستوطن في الفم وتمنع استيطان الجراثيم المفرزة للغازات ذات الرائحة الكريهة التي تكلمت عنها سابقا.

الاسم التجاري لهذا اللوزنج هو ( ORAL BIOTIC BLIS 12) حيث تكرر عملية المضمضة بالمطهر، ثم مص (وليس مضغ) قرص واحد من اللوزنج مرتين يوميا حتى نهاية العلبة.

يجب حفظ العلبة في البراد للمحافظة على الجراثيم التي تحتويها بشكل فعال لأخذ أفضل نتيجة منها.

ثم عليك بحرمان الجراثيم الفموية من البروتينات والسكاكر، باتباع حمية نباتية وقليلة السكر (تفيدك أيضا في تخفيض وزنك الزائد)..، مع تنظيف الفم فور نهاية الطعام بالفرشاة، وبالخيط السني، والمضمضة جيدا بالماء الفاتر، مع تعمد ترك فقاعات الماء فيه أثناء المضمضة، حيث تقوم هذه الفقاعات بدور ميكانيكي في الوصول لفراغات بين الأسنان واللثة، وتنظيفها من بقايا الطعام.

طريقة تفريش الأسنان مهمة جدا للحصول على فم نظيف وهي كالتالي:

لا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننسى الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان -والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك- إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية، بدءا من حافة اللثة، واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط، وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان معتدلة القساوة (الوسط).

كما لا بد من تنظيف اللسان (وهو مهم جدا هنا) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات. وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظا على الحليمات الذوقية وهو(يتم بدأ من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، وتحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم).

عليك بالتركيزأيضا على تناول اللبن (الرائب) الطازج، وبعض الأطعمة مثل: الشاي بنوعيه الأخضر والأسود؛ فهو يحتوي على مادة البولي فينول، والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموماً يعتبر مطهراً للفم، وخاصةً إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل.

هناك علاجات بديلة مثل:

استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% (نصف ليتر)، يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا)، وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا، ثم يتم المضمضة والغرغرة به.

وهناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9%، مع ملعقة صودا صغيرة، مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%) حيث إن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح حيث يتم التخلص منها، ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالإصبع على اللسان.

هناك الغسول أيضا بخل التفاح، وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال؛ فهو يعمل من ناحيتين:

احتوائه على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى: فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ومفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.

يذكر أن للبقدونس فوائد أيضا؛ لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعداً في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئاً، أو غمسته في القليل من الخل.

يمكنك أيضاً شرب عصير البقدونس من حين لآخر؛ لضمان رائحة أفضل لفمك.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً