الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج وإمكانياتي لا تسمح، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أرى أن دخلي المادي لا يكفي لفتح بيت زوجية من ناحية المصاريف والأعباء المادية، وأريد الزواج وقد عرض علي والدي -بارك الله فيه- أن يساعدني، ولكني رفضت من باب تحمل المسئولية، وأنني لست صغيراً -أول الثلاثينيات-، وعليه فأنا في حيرة شديدة من أمرين:

أولاً: هل أعمل بالحديث (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)، وعليه أؤجل قرار الزواج لأجل غير مسمى لحين توافر المقدرة المادية حتى لا أظلم نفسي ولا أظلم أحداً معي.

ثانياً: هل أعمل بالآيات والأحاديث التي تبين أن الزواج مجلبة لسعة الرزق، ومنها:
- (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) الآية.
- (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ) الحديث.
- (التمسوا الغنى في النكاح) الحديث.

وعليه أتوكل على الله وسيسوق لي الله أسباب الرزق؟ علماً بأني آخذ بالأسباب من ناحية السعي للرزق والسعي للزواج، وهل هناك تضاد بين أولاً وثانياً؟

ولتوضيح الصورة فأنا قد تقدمت للخطبة أكثر من مرة من قبل، ولم يكتب الله لي التوفيق لأسباب مختلفة، وأحسب أن هذه إشارة من الله بأن أصبر في الوقت الحالي؛ لأني غير مستعد لهذه الخطوة الآن، بسبب عدم توافر الماديات، فهل أؤجل الموضوع ككل أم أحاول مرة أخرى مع الأخذ بالأسباب والرزق والتوفيق من عند الله؟

شكراً لكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شخص ما حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بكم في الموقع، ونسأل الله أن ييسر أمر زواجك، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب، والجواب على ما ذكرت:

- بداية لا شك أن الزواج من أسباب الرزق وسعته، وهو من سنن المرسلين، ولا ينبغي أن تؤخر الزواج بحجة قلة ذات اليد، بل اشرع في الزواج وسترى سعة الرزق ماثلة أمامك -بإذن الله تعالى-.

- اعلم -أخي الكريم- أنه لا يوجد تعارض بين أمر الزواج والرزق، بل أنه إذا توفرت الأمور الأساسية للزواج من القدرة المالية الأولية من توفير بيت -ولو بالإيجار-، ومهر العروس ونحو ذلك، فبادر بالزواج عملا بالحديث، وأحسن الظن بالله، فإنه تعالى سيفتح لك من أسباب الرزق مما لم تكن تتوقعه.

- ثم اعلم -أخي الكريم- أن مشروع الزواج مشروع مهم ويحتاج إلى المزيد من التأني وحسن البحث لشريكة حياتك، فاستعن بالله وأكثر من الاستغفار، وإذا وجدت فتاة مناسبة ذات خلق ودين، فصلّ صلاة الاستخارة، وتوكل على الله، ولا داعي للتأجيل فالعمر سيفوت عليك، وستدرك بعد الزواج أنك ستندم على كل يوم تأخرت فيه عن الزواج.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً