الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغربة جعلتني أعتزل الناس وأحب الوحدة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، كنت أدرس، وكانت أحلامي كثيرة، وكنت محبوبة من قبل الجميع، وكان لدي الكثير من الأصدقاء، لكنني وجدت نفسي مضطرة لترك الدراسة للحاق بعائلتي المقيمة في الخارج والعمل.

في بداية الأمر كان اندماجي سهلا جدا رغم أني لم أكن أتقن لغتهم، لكن مع مرور الوقت وتعرفي على الناس هناك وطرق معيشتهم، أصبحت أحب العزلة، لا أريد أصدقاء منافقين، منذ خمسة أشهر بدأت عملا جديدا، وطبيعة العمل تتطلب مني البقاء وحيدة كثيرا.

أعمل 13 ساعة كل يوم، أنا مرتاحة بعملي رغم أنني أتعب قليلا، لكن أعتقد بأن بقائي وحيدة يجعلني أفكر كثيرا، في كل شيء، في الماضي والحاضر والمستقبل، لم يعد لدي أي أصدقاء، لم أعد أستطيع أن أجيب على رسائل العائلة أو المكالمات الهاتفية، وأعتقد أن الأمر يتطور ويزداد سوءًا، حتى لو كلمني أحد الأصدقاء في العمل فإنني لا أجيب، أكتفي بابتسامة فقط كأنني فقدت الرغبة في الكلام، لا أتكلم أبدا طيلة مدة العمل.

إضافة إلى ذلك لا أجلس مع عائلتي أبدا، فحين أجلس معهم ويتكلمون أحس بأن هناك مطارقا في رأسي فاعتزلهم.

أنام باكرا لأستيقظ باكرا، وأبدأ في التفكير في الكثير من الأشياء، كل من حولي يسألونني عن سبب حزني، لم أعد أحضر أي مناسبة اجتماعية، ومؤخرا تأتيني نوبات بكاء شديدة خصوصا في العمل، حاولت أن أعرف ما سبب حالتي، ما الذي يجعلني هكذا لكي أخرج من هذه الحالة؟ جربت الخروج من المنزل آخر الأسبوع لكنني أشعر بالاختناق بسرعة وأعود للنوم، لأنه الوحيد الذي أجد فيه راحتي، فهل من الممكن أن تنصحوني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإنسان مدني بطبعه، والذي يخالط الناس ويصبر خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، وعليه فالوضع الذي أنت فيه يحتاج إلى تصحيح، إذ لا بد من خلطة مرشدة ومنضبطة بقواعد الشرع، وأنت من تحدد مقدار الاختلاط والمسافة بينك وبين من حولك، ووجود منافقين لا يبرر الابتعاد، والاستمرار على الوضع المذكور مهما كانت نتائجه المالية أو الإنجاز في العمل، فلا يعتبر وضعا صحيحا ولا مقبولا، وليس فيه مصلحة للعمل ولا لك.

بناء على ما ذكر نوصيك بما يلي:
1- اللجوء إلى الله.
2- المحافظة على الأذكار، وخاصة في لحظات الخلوة.
3- انتقاء صديقات صالحات لقضاء بعض الوقت معهن مع توطين النفس على الصبر.
4- تخصيص وقت لأفراد الأسرة.
5- شغل النفس بالمفيد قبل أن يشغلك الشيطان بالوسواس.
6- المشاركة في الفعاليات الاجتماعية من أجل تأمين نفسي واجتماعي لك.

7- النوم مطلوب، ولكن المبالغة فيه مرفوضة، خاصة عندما يتحول إلى وسيلة للهروب من مواجهة الحياة.

8- اعرضي نفسك على طبيبة نفسية.
9- الحرص على جني فوائد الواقع الجديد، والتأقلم مع من حولك.
10- التدرب على مداراة الناس بما يقتضيه حالهم.
11- الاستمرار في التواصل مع الموقع.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً