الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الصداع المزمن منذ الصغر، فما العلاج المفيد لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته

أعاني من صداع مزمن منذ الصغر، كنت قد ذهبت لطبيب أمراض عصبية وصف لي حبوب أميجران ارتحت عليها، وأنا مستمر عليها منذ مدة طويلة، ولكن الآن زادت معي نوبات الصداع، حيث أنها تأتيني الآن بشكل يومي مع تقيؤ وألم شديد.

في الغالب يأتيني الألم بالجهة اليسرى، وأصبحت أتناول أكثر من حبة لإيقاف الألم الذي لا يتوقف، ولكن يخف ببطء، أصبحت أشعر أنني اعتدت على الحبوب، وأن الصداع يأتي بسبب عدم أخذها، أفكر في استبدالها بأندرال، مع العلم أنني قد استخدمت مرة حبوبا مضادة للهستامين، وارتحت عليها كثيرا واختفى الصداع لفترة، ولكنني لا أذكر اسم الدواء.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا تعتبر حبوب إندرال inderal بديلا لحبوب اميجران Amigraine Tablets، بل هي حبوب من عائلة حاصرات بيتا beta blockers التي تقلل من نبض القلب، ولها دور في علاج الصداع النصفي، أما اميجران فهي تحتوي على مادة sumatriptan وهي إحدى أهم الأدوية في علاج الصداع النصفي، ولذلك لا بأس من تناول إندرال بجرعة 20 مج قبل النوم يوميا إذا شعرت بزيادة نبض القلب.

لا تؤدي حبوب مضاد الهيستامين دورا في علاج الصداع النصفي، بل إنها تتفاعل سلبيا مع حبوب أميجران، وتؤدي إلى التأثير في وظيفتها، ولذلك لا يصح تناولها إلا إذا كانت لغرض آخر غير الصداع النصفي مثل حساسية الجيوب الأنفية.

قد يحتاج الأمر بعد تلك السنوات الطويلة من الصداع الاطمئنان على حدة الإبصار؛ للتأكد من عدم وجود ضعف في النظر، مع أهمية الاطمئنان على الأسنان والجيوب الأنفية؛ لأن ألم الأسنان أو حساسية الجيوب الأنفية تؤدي إلى الصداع، كذلك فإن فقر الدم قد يؤدي إلى صداع، ولذلك من المهم فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين B12، وتناول مقويات للدم، وتناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية أو اليومية.

قد وجد الباحثون أن الصداع النصفي يصاحبه انخفاضا في مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس؛ مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعات، بل يتم تشخيص الحالة إكلينيكيا بمعرفة الطبيب.

لذلك فإن الأدوية antidepressants المضادة للاكتئاب تمثل أحد أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، بالإضافة إلى فائدتها في ضبط الحالة النفسية والمزاجية، وعلاج مرض التوتر والقلق وحتى الاكتئاب، ومن بين تلك الأدوية دواء Cipralex 10 mg التي تحسن من مستوى هرمون سيروتونين، ويعتبر من أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، ويتم تناول الدواء لمدة شهر ثم زيادة الجرعة إلى 20 مجم لمدة 10 شهور، والعودة إلى جرعة 10 مجم لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.

علاج الصداع أو الشقيقة يتم أيضا من خلال تناول مسكنات الألم مثل: بروفين 600 مج بعد الأكل عند الضرورة، أو كبسولات celebrex 200 mg، ويمكنك استبدال حبوب أميجران بحبوب كافر جوت cafergot مرتين إلى ثلاث مرات يوميا.

من البدائل العلاجية الجيدة لمرضى الصداع النصفي عمل الحجامة على الرأس بدون تشريط، أو فصد الدماء، وفي حال وجود خبير حجامة يمكن عمل الحجامة بفصد الدماء وفي كل خير -إن شاء الله- مع أهمية أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins تعيد توازن العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، مع ضرورة تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والتسبيح والذكر، مع ضرورة تناول الأطعمة الصحية في المنزل، وممارسة رياضة المشي.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً