الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدم انتظام الأفكار، واكتئاب مسائي مع عدم التركيز.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عشريني، أعاني من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي منذ الصغر، أتناول سيروكسات 25cr منذ ثلاث سنوات والوضع مستقر نسبياً، عانيت انتكاسة نسبية منذ سنة، وبدلت الدواء إلى سبرالكس، ثم إلى زولفت، ثم عدت إلى السيروكسات، واستمريت على الجلسات النفسية قرابة الستة أشهر تقريباً (ثلاثين جلسة)، ولم أستفد شيئاً، وأنا الآن مستمر على السيروكسات وعلى RISPAL 1 mg، أتناول هذه الأدوية في المساء.

لدي اختلاط في الأفكار كثيراً، فكل سنة برأي آخر مغاير عن سابقه، فقد كنت أريد أن أمتهن الحلاقة (أن أصبح حلاقا)، وبعدها قررت إكمال دراستي، فدخلت اختصاص المعلوماتية، ولم يعجبني بسبب كثرة اللغة الانكليزية بداخله، وثم قررت الدخول في مختبر الأسنان، بالرغم من أني أضعت 6 سنوات من عمري في التفكير الفارغ الذي لا جدوى منه بشيء، عدا عن إصابة والدي بالزهايمر، مما شكل لدي أزمة نفسية أيضاً، والكثير من المشاكل التي تواجه اللاجئ، فأفكاري مشتتة بين الدراسة أو العمل، أو أن أقيم في بلد اللجوء أو الرجوع إلى بلدي، والكثير.

صراحة أنا وحيد، ولا يوجد أحد يوجهني، حتى الآن أفكر في ترك الاختصاص؛ لأني أشعر بأن ما درسته لن أجد له عملا في هذا الاختصاص.

أنا الآن أعاني من اكتئاب مسائي شديد لدرجة البكاء، فما العمل؟ وماذا أفعل بشأن التركيز قرأت عن هذا الدواء Piracetam ، وهل هو مفيد في حالتي؟ وكيف أتناوله؟

حالتي هي عدم التركيز في شيء، حتى إن قام أحد بالتكلم ويريدني أن أعيد وراءه، لا أستطيع فعل هذا
لا أستطيع الشرح أكثر من ذلك.

والآن بسبب حالتي المادية أريد تناول سيروكسات العادي الوطني، ولكن يوجد عيار 20 مغ فقط، وأنا أتناول سيروكسات سي ار 25 ، فكيف هي الجرعة في السيروكسات الجديد؟ هل آخذ حبة ونصف؟

أتمنى لكم دوام الصحة والعافية لكم ولأحبائكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو شام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت في سِنٍّ صغيرة، وفعلاً تواجه عددًا من المشاكل والصعاب في حياتك، وقد يكون العلاج النفسي هو الأنسب لك، ولكن للأسف لم تتحسَّن عليه، وأحيانًا مشكلة العلاج النفسي هو المعالِج النفسي نفسه، فإذا لم يكن المعالِج النفسي شخصا متمكّنا من عمله فيكون العلاج النفسي لا فائدة له، مجرد جلوس وكلام فقط، ولكن إذا كان المعالِج النفسي متمكّنا من عمله وذا مهارات عالية فإن ذلك يؤدي إلى الاستفادة من العلاج النفسي.

المهم - أخي الكريم - أن تتواصل مع شخص ما؛ لأن هذا سيفيدك كثيرًا في الإرشاد، لأنك ذكرت أنك وحيد ولا أحد يوجّهك، والمعالِج النفسي قد يلعب هذا الدور في التوجيه والإرشاد النفسي.

أما بخصوص الأدوية التي تتناولها: الـ (Piracetam) فهو يُساعد على تحسين الدورة الدموية في المخ، وبالتالي قد يُساعد في تحسين التركيز، ولكن ليس هناك سبب واضح بين ضعف التركيز ومشكلة الدورة الدموية في المخ، ولذلك استعماله دائمًا يكون كنوع من إعطاء شيء لبعض الناس الذين لا تجد عندهم مرضا واضحا.

أما بخصوص ما يُقابل الزيروكسات العادي من الزيروكسات CR: فيستحسن أن تبدأ بجرعة عشرين مليجرامًا من الزيروكسات العادي، وتنظر إن استفدتَّ عليها فبها ونعمت، وإن لم تستفد فيمكن أن تأخذ ثلاثين مليجرامًا. العبرة في الاستفادة - أخي الكريم - وليس في مقابل الجرعة من الزيروكسات CR خمسة وعشرين مليجرامًا التي تتناولها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً