الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي في النطق واستبدال الحروف.. هل يوجد علاج لها؟

السؤال

السلام عليكم
أولا: أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع والمشرفين عليه، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

أنا شاب، عمري 17 سنة، منذ صغري وأنا شخص اجتماعي لأبعد درجة -والحمد لله- ومتحدث بطلاقة، ولكن كنت أعاني من أنني لا أنطق حرف الخاء ولا الغين، فأبدل الخاء بالحاء، والغين بالعين، ولم أكن أعرها اهتماما لصغر سني برغم استهزاء البعض بي، ولكنني ذو شخصية قوية الحمد لله وهذا ما ساعدني بتجاهل المشكلة.

ورغم هذه المشكلة حصلت على جوائز بالإلقاء في الشعر، وكنت مشاركا فعالا بالإذاعة المدرسية، وربما هو نوع من التحدي لمشكلتي، ولكن لا أخفيكم أني كنت أتوتر كثيرا لوجود حرف الخاء أو الغين بالمقالة التي سألقيها، إلا أنني خرجت بالإذاعة المدرسية ولم أنطق حرف الخاء فيها بأحد الكلمات، وضحك جميع من كان بالمدرسة وأولهم معلمي، وبالذات أنني كنت معروفا بعدم نطقي لحرفي الخاء والغين، وبعد هذا الموقف شعرت أن شوكتي كسرت، وحزنت حزنا شديدا، وعاهدت نفسي بالمحاولة على نطقهما، ولكن لم أستطع رغم أن أمي كانت تقول لي أنه في صغري كنت أنطق حرف الغين بشكل جيد، ولكن اكتشفت أني أستطيع أن انطق الحرفين بشكل شبه مفهوم إذا كان حلقي به بلغم -وأنتم بكرامة- أو بعد شربي للماء، ولا أستطيع نطقهما أبدا وحلقي جاف.

وأنا الآن بعد سنوات مع الكفاح بمحاولة نطق الحرفين أصبحت أنطقهما ولكن ليس بالشكل الصحيح، لكنه شبه مفهوم، وما زلت أنطقهما بشكل أفضل إذا كان حلقي رطبا، ولا أعلم ما المشكلة؟ ولكني لاحظت على نفسي أنني ما عدت متحدثا بطلاقة، وفقدت كثيرا من مهارات التحدث بحكم أنني أحاول الهروب دائما من نطق أي كلمة فيها حرف الغين أو الخاء، وهذا أثر علي سلبا على مهارات التخاطب لدي.

وعادة لا أستطيع نطق حرف الغين والخاء بعد استيقاظي من النوم، أو بعد شربي للقهوة فهل لهذا مبرر؟ وهل هناك حل جذري لمشكلتي؟ لأنني لا أريد التعايش معها بقدر ما أنني أريد إيجاد حل ينهي معاناتي.

أرجو أن لا أكون أطلت السرد عليكم، ولكنني كنت أكابر كثيرا وأحاول تجاهل مشكلتي بقدر المستطاع، ولكن أنا اليوم عازم على إيجاد حل من خلال موقعكم -إن شاء الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أريدك أن تكون لك قناعة مطلقة أنه لا مشكلة لديك، هذه العلل البسيطة في النطق هنا وهناك موجودة لدى الكثير من الناس، أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وأن يحلّ هذه العقدة من لسانك، ولا تكترث، ولا تهتم بها. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: توجد وسائل علاجية، أريدك أن تذهب وتقابل أخصائي التخاطب، الآن المختصين في مجال التخاطب لديهم طُرق وآلياتٍ كثيرةٍ جدًّا للمساعدة لتحسين النطق في الحروف التي تواجهك علَّة في نطقها، والتحسُّن غالبًا يكون متدرِّجًا.

أمر آخر: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفّس المتدرّج وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها تؤدي إلى استرخاء النفس وتُساعد كثيرًا في تحسين النطق لدى بعض الناس، خاصة إذا ربط الإنسان إخراجه للحروف بالشهيق والزفير.

بجانب أخصائي التخاطب أريدك أن تذهب لأحد المشايخ أو لأحد مراكز تحفيظ القرآن، حرفي الخاء والغين هي من حروف الاستعلاء، وأنا متأكد أنك إذا جالستَ شيخًا - قارئًا للقرآن متقنًا لتجويد القرآن - وتفهمتَ مخارج الحروف وعلاقتها باللسان تستطيع أن تتحسّن كثيرًا لهذين الحرفين. فإذًا من خلال تدارس القرآن والتجويد والعلم بمخارج الحروف، وأيضًا اطلع على الصفات التشريحية للسان وكل الفم، هذا يجعلك تكتسب نوعًا من الألفة مع تكوينك التشريحي الطبيعي، وهذا وُجد أيضًا أنه يُساعد كثيرًا.

فإذًا هذه هي الخطوات التي أنصحك بتنفيذها، وهي خطوات عملية وسهلة التطبيق، وفيها فائدة كبيرة جدًّا لك.

أمَّا النواحي التطبيقية الأخرى فهي: أن تقرأ بصوتٍ عالٍ وأنت في الغرفة، يمكن أن تقرأ أي موضوع، وبعد ذلك ترتجل، وتخيّر عدة كلمات بها حرف الخاء وحرف الغين، وكرِّر هذه الكلمات ببطء، ثم أدخلها في جُملٍ مفيدة، وكرر نطق هذه الجُمل، هذه أيضًا وسيلة مفيدة جدًّا، وأيضًا لو قمت بتسجيل ما تقرأ وتستمع بعد ذلك لما سجَّلته من جُمل هذا أيضًا أمر جيد.

أنت الحمد لله لا مشكلة أبدًا لديك، وتستطيع أن تتخطّى هذه الصعوبات البسيطة، وبالنسبة لموضوع أنك لا تستطيع نطق حرف الغين والخاء بعد استيقاظك من النوم أو بعد شُرب القهوة: أنا لا أرى أن هنالك علاقة حقيقة بالنطق أبدًا، بل هذا قد يكون مجرد نوع من التفكير الوسواسي الذي ارتبط بتفكيرك وتفسيرك للأمور، فتجاهل هذا النوع من التفكير، وإن شاء الله تعالى تجد الأمور سهلة جدًّا وأبسط مما كنت تتصور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول MUKHRFF

    وانا صغير كنت مثلك وعندما كبرت ذهبت مني من نفسها ولكن مثل ما كنت شجاع في البداية لابد ان تكون شجاعا لكي تستمر في الثقة بنفسك وهذا تحدي لك استمتع فيه ولا تتضايق فقد يجعلك اقوى من قبل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً