الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سلبيات وإيجابيات الزواج المبكر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
أود سؤال المختصين في هذا الموقع المبارك.

ما الرأي حول زواج الشاب بعمر العشرين من عمره، وهو يعمل ويود الزواج لكي يشعر بأحد يؤنسه ويحمل معه ويخفف عنه الشعور بالوحدة، فما رأي فضيلتكم؟ وما سن الفتاة المناسب لهذا الشاب إذا كان رأي المختصين بالزواج إيجابا؟ وما سلبيات وإيجابيات الزواج بهذا السن؟

وشكرا لكم وللقائمين على هذا الموقع المبارك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تومي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- الزواج المبكر للشباب أمر مهم ومشروع لقوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..).

- والأصل في السن المناسب أن يتوفر في كلا الطرفين النضج العقلي والفكري كون الزواج أكبر مقاصده بعد غض البصر وإحصان الفرج والعفة وبناء الأسرة السعيدة؛ أنه طريق لسعادة سائر مناحي الحياة في الدنيا والآخرة, وهو معيار يختلف تحققه من شخص لآخر, إلا أن ذلك غالباً لا يتحقق في أقل من ثمانية عشر عاماً بالنسبة للنساء؛ لأنه سن بلوغ النكاح بل والرشد غالباً أيضاً (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا....), والرشد هو حال يجعل الإنسان حسن التصرف والعشرة بعيداً عن السفه الذي يدفع صاحبه لسوء التصرف بسبب قلة الخبرة والتجربة, وهو أقل السن الذي يرجحه المحققون من علماء العصر.

- فما دمت – أخي العزيز – في سن العشرين، فالذي أنصحك به اختيار الزوجة ذات السن نحو الثامنة عشر عاماً، بعد الاطمئنان والتوثق من حسن دينها وخلقها وأمانتها وتحصيلها للدراسة واكتمال بنيتها الجسدية والنفسية أيضاً, ومن المهم توفر فارق عمري مناسب بين الزوجين يكون عمر الزوج أكبر قليلاً من الزوجة.

- أما زواج البنت في نحو عمر "15- 16" سنة فلا يظهر رجحانه لضعف اكتمال النضج العقلي والفكري والجسدي والنفسي مما قد يمنع توفر العلاقة الزوجية الناجحة كما وقد يفضي إلى فشل العلاقة الزوجية إن لم يفض إلى الطلاق المبكر.

- ولا شك أننا بعد اعتبار معيار الفارق العمري بينك وبين شريكة حياتك ومعيار النضج المذكور، فإن عمر 18 عاماً أفضل الأعمار لزواجك وفقك الله وأسعدك, ولا مانع ولا بأس في أن تكون قريباً من عمرك حيث أن مصلحته في إكمال الدراسة الجامعية لا يخفى.

- هذا وإني أنصحكما بالقراءة، بل والمشاركة في دورات في مجال التنمية البشرية والعلاقة الزوجية.

- هذا ولا أجمل وأفضل من التضرع لله تعالى بالدعاء والاستخارة وأخذ المشورة اللازمة.

رزقك الله التوفيق والسداد، والزوجة الصالحة، والحياة السعيدة، والنجاح في حياتك عامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً