الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالعجز وأني لست قادرا على الدفاع عن حقوقي!

السؤال

السلام عليكم

أولا: أحب أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع خاصة دكتور محمد.

لدي عدة مشاكل يا دكتور حصرتها في الآتي:
1/ إدمان العادة السرية.
2/ لدي مشكلة في التواصل مع الناس، فصوتي منخفض عندما أجلس مع مجموعة غريبة، لا أتأقلم، ولا أتفاعل معهم بسهولة، وأكون مهمشا في الحديث، وأشعر بإحراج وخجل، خاصة من النساء، وتظهر المشكلة أكثر عندما أضطر أتعامل مع أناس ليس لديهم أخلاق؛ لأني أسكن في مكان شعبي جدا، وأشعر بالعجز وأني لست قادرا على الدفاع عن حقوقي، ولا الجراءة على الكلام، مع هؤلاء الناس ومجابهتهم.

3/عندما كنت في الثانوية عانيت من وسواس قهري في المذاكرة والدراسة، أما الآن فقد أنهيت الدراسة، ولكن تظهر صور عدم الاتزان عندما أشتري شيئا جديدا، أكون حريصا جدا ألا يخدش في البداية.

4/ أحلام اليقظة عندي مرتفعة جدا بصورة مبالغة فيها لا أستطيع التحكم بها لدرجة أني أجري في الشارع، وأعيش فيها، فيسألني الناس، ولماذا تجري؟ فأصاب بالإحراج حتى بدأ الناس يلاحظوا أني أجري كثيرا بالشارع وأسرح أثناء المشي.

5/إذا أردت أن أفعل شيئا لا أصبر، وقد أختصر أشياء كثيرة، في حين أنه بإمكاني فعل الشيئين بدون خسارة شيء، لكن شخصيتي تريد أن تفعل ما تريد وتحجب النظر عن أي عواقب لذلك أشعر أن شخصيتي غير متزنة.

أخيرًا: أرجو أن تصف لي دواء؛ لأني لا أستطيع الذهاب للطبيب وشكرا، وأنا لا أعاني من أمراض الضغط والقلب.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، أيها الفاضل الكريم، لا بد أن تتخذ قراراً حازماً حول العادة السرية، هي عادة قبيحة استعبادية، تؤدي إلى تشتت الذهن وتؤدي إلى بناء خيالات جنسية سيئة ومنحرفة، وقطعاً لها تبعات سيئة جداً بعد الزواج، حيث إنها تقلل كثيراً من الرغبة الجنسية الطبيعية، فيا أيها الفاضل الكريم حرر نفسك من هذا الذي أنت فيه، والأمر ليس بالصعب يتطلب منك فقط العزيمة والإصرار، وأن تكون صادق النية، وأن تسأل الله تعالى أن يوفقك في هذا المجال.

وعليك بممارسة الرياضة، الرياضة عظيمة جداً، عليك بالصوم، فأيضاً يجدد طاقاتك النفسية ويجعلها إيجابية، ويحد من شهواتك خاصة الشهوة المنحرفة، كلامي هذا ليس مبالغة وليس مستحيلاً هو أمر ممكن جداً، من الواضح أنك رجل طيب ولا تقول أنك ضعيف الشخصية، أنت طيب لكنك تقلل من قيمة ذاتك، وقولك أنك تسكن في حي شعبي لا تجد فيه الخيرين وتتخوف من مخالطة الناس، فأنا متأكد أن المكان الذي تسكن فيه لا بد أن يكون فيه أناس من الصالحين، اربط نفسك بالمسجد، بإمام مسجدك، سوف تجد الطيبين والخيرين، صل رحمك، كن شخصاً مثابراً فيما يتعلق بأسرتك، وتسعى دائماً لتطويرها، حتى وإن انتهيت من التعليم طور نفسك أخي في مجال عملك، أو أنت معلم وهذه وظيفة عظيمة وذات قيمة، لا تقلل من شأنك أبداً، تقديرك لذاتك منخفض وأنا لا أريدك أن تكون هكذا، كن دائماً عالي الهمة، وساعد الناس، مساعدة الناس فيها نفع عظيم، بر الوالدين فيه نفع عظيم، صلة الرحم فيها نفع عظيم تشعرك بقيمتك الذاتية.

عليك بتنظيم الوقت، عليك بممارسة الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري تجدد الطاقات وتبنيها بصورة ممتازة، أحلام اليقظة والقلق والوسوسة كلها ناتجة من تشتت التفكير، أو سلبية التفكير، لأن تفكيرك عن ذاتك هو سلبي، فكن إيجابياً وقدر نفسك بالصورة الصحيحة، وسوف أصف لك دواء بسيطا جداً مضادا للقلق، ومحسن للمزاج، ويساعدك أيضاً في قلق المخاوف الذي أنت أصلاً تعاني من درجة بسيطة منه، الدواء يعرف باسم سيرترالين، وهو دواء ممتاز له عدة مسميات تجارية منها لسترال، ومودابكس، تبدأ بنصف حبة 25 مليجرام تتناولها ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، هذه جرعة بسيطة وصغيرة والدواء سليم وغير إدماني، وأريدك أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم موتيفال، وأريدك أن تتناول الموتيفال حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً