الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دينها يجذبني وجمالها يدفعني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أقدمت على الزواج باحثا عن فتاة صاحبة دين وخلق، وبعد أن وجدت ما أريد لم يعجبني جمال الفتاة، لا أستطيع الآن أن آخذ قرارا بالاستمرار أو عدمه، فدينها يجذبني وجمالها يدفعني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمعيار الزواج الناجح هو توفر الدين والخلق، ولذا حث الإسلام عليه وأمر بالبحث عنه في شريك الحياة، ففي حق الرجل، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) رواه الترمذي وابن ماجه.

وفي حق المرأة، قال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه.

قال النووي في شرحه: "الصحيح في معنى هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين".

ولذا ينصح عند الخطبة بأن يبدا الإنسان أولا بالسؤال عن الجمال، فإن كانت جميلة سأل عن دينها، فإن كانت ذات دين، وإلا تركها خروجا من مخالفة هذا الحديث.

وعليه بالنسبة لك: إن كان الجمال مقبولا، ولو لم يكن في درجة عليا منه، وأمكن أن يشبع رغبتك منها في المستقبل؛ فاستخر الله سبحانه في الاستمرار في الخطبة أو تركها فإن اطمأنت نفسك لذلك فاستمر، وإن كان الجمال فيها ناقصا؛ بحيث لا يشبع رغبتك منها في المستقبل، أو أن نفسك لم تطمئن لها بعد الاستخارة؛ فاتركها وابحث عن غيرها بطريقة صحيحة، كما سبق بيانه لك.

واعتذر لها بطريقة مناسبة لا تجرح فيها مشاعر البنت، أو أهلها.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً