الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بضيق نفس وتسارع نبضات القلب إذا فكرت بأي شيء جنسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكر لكم هذا الموقع المتميز لهذا المحتوى المفيد.

أنا شاب عمري 24 سنة، استشارتي -الله يجزيكم الخير- أنه صار لي فترة أحس بضيق نفس وتسارع نبضات القلب، وأحس نفسي في عالم آخر إذا فكرت -لو مجرد تفكير- في أي شيء جنسي، أو لمجرد الانتصاب، خصوصا ما قبل عملية القذف يأتيني ما أسلفت سابقا، وأصبحت غير قادر على القذف خوفا من أن يتفاقم هذا الإحساس، وأنا حاليا متخوف من الزواج بسبب هذه الحالة.

أتمنى أن ألقى جوابا شافيا عندكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالضيق في القفص الصدري، وصعوبة التنفس، وتسارع ضربات القلب، والشعور بعدم الراحة الداخلية - عمومًا - هذا يكون مرتبطًا في جميع الأحوال بالقلق النفسي.

طبعًا توجد أيضًا أمراض عضوية تُسبِّبُ مثل هذه الحالات، لكن في حالتك لا أرى مؤشّرا أبدًا لأي مرض عضوي، وإن أردتَّ أن تطمئن أكثر فيمكن أن تذهب إلى الطبيب - طبيب الأسرة - وتقوم بإجراء فحوصات طبية عامَّة.

وإحساسك بأنك في عالم آخر وأن التفكير في الأمور الجنسية هو الذي يُحرِّك هذه المشاعر السلبية، وأنت تحدَّثتَ أيضًا عن موضوع القذف، وقبله يأتيك ما أسلفت من مشاعر: هذا كله ناتج من القلق والتوتر، وأتمنى ألَّا تكون من الذين يتعاطون مع العادة السرية، فهي قبيحة جدًّا وتؤدي إلى الشعور بالذنب، وتؤدي إلى الضيق النفسي، وضعف التركيز، وربما افتقاد الكفاءة النفسية، وربما صعوبات جنسية مستقبليَّة.

لا تتخوف أبدًا من موضوع الزواج، بل اعمل له وتزوّج، ليس هنالك ما يمنعك من ذلك، هذه المخاوف لا أساس لها، هي مجرد مخاوف وسواسية، وبتحقيرها، وأن تنظّم وقتك وتجتهد في حياتك وتطوّر نفسك، -إن شاء الله تعالى- سوف تحسّ أن كل شيء في وضعه السليم.

الرياضة دائمًا مفيدة لعلاج مثل هذا النوع من القلق، وتمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة، ارجع لاستشارة إسلام ويب، والتي رقمها (2136015) وطبِّق ما بها من إرشاد، وسوف تجدها مفيدة جدًّا.

الخروج من هذا النوع من الأعراض يكون أيضًا من خلال أن يشغل الإنسان نفسه فيما هو مفيد، تنظيم الوقت ضروري ومهمٌّ جدًّا، التواصل الاجتماعي، الحرص على العبادات، خاصة الصلوات في وقتها ومع الجماعة، هذه كلها تفرِّج الكُرب، وترفع الكفاءة النفسية عند الإنسان.

أيها الفاضل الكريم: لتختفي أعراضك هذه تمامًا تحتاج لتناول أحد مضادات قلق المخاوف أو القلق بصفة عامة، عقار مثل (دوجماتيل)، والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرٍ، سيكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك.

السلبرايد لا يحتاج لأي وصفة طبية، والجرعة التي وصفنها لك هي جرعة صغيرة جدًّا، وتكفي تمامًا لحالتك -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً