الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يرفض أن يعمل لينفق علينا

السؤال

يبلغ أبي من العمر 54 عاماً، كان لديه مكتبة في بلدنا، ولكن لسوء إدارته خسرنا كل شيء، وظل فترة في البيت بعد إغلاقها، وكنا أنا وأختي رغم ظروفنا المادية الضيقة نساعد أمي حيث إنه ترك البيت لفترة لأن أمي تطالبه بالعمل حيث أنه في الأصل كهربائي وله خبرة واسعة في هذا المجال، ولكنه كان يرفض.

بعد جهد كبير مني أنا وأختي الكبرى فتح محلاً صغيراً للتصوير ولكنه أيضاً يتكاسل في العمل به، وأكثر من مرة يطلب مني ومن أختي نقوداً بطريقة غير مباشرة، ونحن ليس لدينا حيث إن ظروفنا محدودة لدرجة أنه قال لأختي ذات مرة أنه سوف يذهب لأزواجنا ليقول لهم أننا سوف نساعده من رواتبنا، ولكن بعد إلحاح أختي لم يفعل حتى لا تهتز صورته وصورتنا.

الآن المحل لا يعمل فكل ما يدره من 5 جنيهات إلى 10 لا أكثر، وأحياناً لا يدر أي رزق، وقد باعت أمي ذهبها لكي تستطيع سداد دروس أختي الصغرى وتستطيع المعيشة، وأحياناً تستدين من الجيران للطعام، وهذا ما عرفناه مؤخراً، وهو لا يبالي بكل هذا ولا يسأل من أين أتت بالطعام! وكلما طالبناه بالعمل يقول هل تريدون لي التعب والممرمطة!؟ ويدعي المرض رغم أنه ليس مريضاً، وأؤكد لسيادتك هذا!

أنا لا أعرف ماذا نفعل، لا نستطيع المساعدة كما يجب نظراً لظروفنا، وأمي أحياناً بل دائماً ترفض تلك المساعدة لمعرفتها بظروفنا، وأختي الصغرى تريد أن ينفق عليها أبي لا أحد غيره، وهو كما شرحت غير مبال بأي شيء، ماذا نفعل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرجو الله تعالى أن يوفقنا ويوفقكم لما يحبه ويرضاه.

وبخصوص استشارتك عن موقف والدك، وعدم قيامه بالإنفاق على والدتكم، فأقول لك الآتي:

أولاً: إن التعامل أو التصرف مع والدك يجب أن يكون من طريقين:

الأول: أن يكون التعامل معه كأب.
الثاني: أن يكون التعامل معه كزوج.

فأما الطريق الأول وهو أنه أبٌ لكما يقتضي ذلك تعامل خاص ينحصر في الآتي:

1- بره وحسن التعامل معه، وخدمته بما لا يتعارض مع حق أزواجكما.

2- إن أمكن الإنفاق عليه؛ لأن نفقتك أنت على زوجك أياً كان غناك وأياً كان فقر زوجك فليس عليك أن تنفقي على نفسك، وما دام لك فضلٌ زائد ودخل؛ فعليك أن تبري أباك بالإنفاق عليه، وليس لزوجك حق منعك في ذلك؛ لأن البنت والولد يتساويان في وجوب الإنفاق على الوالدين ما دام لهما دخلٌ زائد عن حاجتهما، ومن هنا يجب أن تكوني صريحة مع زوجك، وتوضحي له الجانب الشرعي، وأن عليك واجب الإنفاق على أبيك.

أما من جانب كونه زوجاً لأمك، فإن لها عليه حقوقاً يجب أن يؤديها، ومن هنا فعليك أن تتحدثي معه إن أمكن، وإلا فكلمي أحد الأقارب الناصحين أن يتحدث معه في حقوق زوجته عليه، وأنه مسئولٌ أمام الله وأمام القانون عنها، وإن قصّر عن هذه الحقوق فإن القانون والقضاء يلزمه على أدائها.

عليك بهذه الوسيلة، واعملي بها مستعينةً بالله تعالى أن يهديه إلى أداء ما عليه من واجبات.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً