الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق النجاح في دراستي وأحلامي المستقبلية؟

السؤال

أنا طالب مدرسة ثانوية عامة (صف 12)، وكان لدي تكاسل منذ بداية السنة منذ شهر 9، ولم أذاكر إلا قليلا بسبب الكسل، والظن أن أمامي وقت طويل، وحصلت على شهادة نصف الفصل الأول، وكانت سيئة للغاية.

وأرغب في الحصول على معدل جيد90+ وأمامي أسبوعان لامتحانات الفصل الأول (ليست مهمة للغاية؛ لأنها غير رسمية، وتعتبر تجريبية فقط) و5 أشهر للامتحان الرسمي للثانوية العامة، لدي 10 كتب، وعلي مذاكرتهم، ولكن لا أدري من أين أبدأ تحديداً؟ ومن كل كتاب يوجد بحدود 40 صفحة لم أذاكرها، حسب ما توصلنا إليه مع مدرس المادة، أرجوكم هل يوجد حل كيف أرتب دراستي؟ وأمامي فقط 5 أشهر وأنا قلق للغاية لدرجة أنني أستيقظ من الساعة ال3 صباحاً للمذاكرة، أشعر بقلق شديد وخوف من خذلان والداي، وعدم تحقيق أحلامي المستقبلية.

أرجوكم هل يوجد أمل في ذلك؟ أنا طالب أدبي والمواد لدي تعتمد على الحفظ بدرجة أولى، عندما أبدأ بالمذاكرة لا أدري من أين أبدأ؟ ولكنني أحاول العمل، ولكن نفسيتي سيئة؛ لأنني لا أدري من أين أبدأ؟ ولا أرغب في الندم؛ لأنني أريد إصلاح أخطائي، وأنا بحاجة لمساعدتكم.

كيف أرتب موادي؟ وأعلم من أين أبدأ تحديداً وأمامي ضغوطات عديدة ولدي شعور بالقلق الشديد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adeeb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يبعد عنك القلق والهم ويرزقك السكينة والاطمئنان.

أولا: لا بد من معالجة القلق والاضطراب، والخوف في نفسك قبل الإقبال على وضع برنامج للمذاكرة أو البدء فيها؛ وذلك لأن النفس المضطربة والقلقة لا يوجد لديها تركيز ولا قدرة على الاستيعاب.

وعليه ننصحك أن تقبل على الله في هذه الفترة من خلال:
- التوبة الصادقة من أي ذنب أو معصية سابقة والعزم على فعل الطاعات والقربات.

- أن تنتظم في برنامج إيماني مع مجموعة من الزملاء الصالحين، من خلال المسجد المجاور لكم، أو الالتحاق بحلقة تحفيظ، بحيث يحتوي هذا البرنامج على عدة فقرات بعد المحافظة على الفرائض، مثل: الصوم النافلة، وقيام الليل، والتسبيح والصدقة والذكر، وقراءة القرآن، ومساعدة المحتاجين ونحوها، ويكون ذلك كله بإخلاص لله سبحانه، فهذه الأعمال لها أثر عظيم على استقامة النفس واستقرارها.

- الاعتصام بالله وكمال التوكل عليه، وإقناع النفس بالقدرة على تجاوز الصعوبات وإبراز الجانب الإيجابي فيها حتى تتشجع على الانطلاق ويقل فيها التفكير السلبي والخوف الذي يسطر عليها الآن فيسبب لها القلق والاضطراب.

- فإذا وجدت من نفسك هدوء واستقرارا فضع لنفسك جدولا للمذاكرة واستيعاب الدروس بصورة متدرجة، وفي أوقات مناسبة، وحبذا لو يكون ذلك مع زملاء لك جادين ومستقيمين على الطاعة حتى تتشجع معهم وتستفيد منهم ويستفيدون منك.

- ثانيا: بالنسبة لترتيب المواد في المذاكرة:
- يفضل أن تبدأ مذاكرة المواد الصعبة في أوقات الجد والنشاط لديك ثم التي تليها.

- كما يفضل أن توزع المواد على اليوم ففي الصباح مادة وفي العصر مادة وفي الليل مادة، وتقسم دروس كل مادة على عدة أشهر حتى تنتهي منها قبل الاختبارات بشهر على الأقل.

- أن تكون طريقة المذاكرة فيها حفظ للمحفوظات، وفهم للباقي، وتلخيص لعناصر كل درس حتى يمكنك مراجعتها بسهولة قبل الاختبار.

- ثم قبل الاختبارات تراجع ما سبق مذاكراته وتلخيصه، وكلك أمل وثقة بالفوز.

- لا تنسى أن تجعل لك وقتا أثناء المذاكرة للاستغفار والذكر وقراءة القران، والمحافظة على الفرائض، حتى يستمر لديك استقرار النفس وهدوؤها، وتستمطر بتلك الأعمال التوفيق من الله والسداد، فإنه بيده سبحانه ويمنحه من شاء من خلقه إذا تضرع إليه وطلبه، فكن كذلك آخذا بأسباب الحفظ والمذاكرة، طالبا التوفيق من الله، ومتوسلا إليه بفعل الطاعات، والبعد عن المعاصي والمحرمات.

وستجد أثرا كبيرا لذلك في نفسك ومحفوظاتك، وإن شاء الله تحقق أمنياتك، وينصلح حالك، وتحقق النجاح الذي تطمح فيه بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً