الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تم تشخيص حالتي النفسية ولكنني أريد التأكد منه والعلاج المناسب له.

السؤال

السلام عليكم.

قبل سنة تقريباً مررت بضغوطات متراكمة ومتتالية في العمل، وإرهاق نفسي وجسدي، وأيام متتالية من الغضب الشديد جداً، والغبن، والانفعال اليومي بسبب مشاكل حصلت في العمل، أصبت على إثرها بنوبة هوس، وبعد مرور ثلاثة أيام من الحالة الغير طبيعية التي لم أكن أعرفها، والمزاج العالي جداً جداً والذي لم أستطع أن أتحمله حتى ذهبت للمستشفى، وتم إعطائي إبرة، وصرفوا لي ديباكين، ومعها علاجا آخرا نسيت اسمه، وأعتقد تم تشخيص حالتي كثنائي القطب، استخدمت العلاج لمدة 3 أيام فقط، وما أن تحسنت حالتي حينها تركته فوراً بعدما قرأت أضرار الديباكين.

الآن مرت سنة وعدة أشهر وحالتي ممتازة، نعم المزاج لدي يتغير ويتبدل ولكنه في حدود الطبيعي كبقية الناس، لكن كاكتئاب حاد أو مزاج عال لا، لم يمر عليّ سوى فترة اكتئاب واحدة وسببها تركي للكحوليات فجأة وإلى الأبد، مررت بأعراض انسحابية أدركها تماماً وتجاوزتها -ولله الحمد- بالصبر، فأنا أدرك الاكتئاب بتفاصيله تعايُشاَ وشعورا، وأدركت الهوس تماماً بعد دخولي في أول موجة السنة الماضية، فالحالتين ليست عندي كنوبات تأتي وتذهب لا شهرياً ولا سنوياً ولا أكثر من ذلك ولا أقل.

أسئلتي: هل أنا مصاب فعلا بثنائي القطب، أم أن التشخيص كان غير دقيق؟ ومتى نقول بكل تأكيد أن الشخص مصاب بثنائي القطب؟ وهل من أول موجة هوس يمر بها الشخص نقول أنها علامة أكيدة، أم هناك فحوصات أخرى؟ وما هو العلاج إن كان التشخيص ثنائي القطب، وهل هناك بدائل غير الديباكين كمثبت للمزاج أقل ضرراً؟ لأني قرأت في النشرة أنه مضر للكبد وللبنكرياس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البداية أنا أشك في أن ما أصابك هي نوبة هوس، لأنه لكي نشخص نوبة الهوس لا بد من وجود أعراض الهوس لأكثر من أسبوع، عادة لا نشخص نوبة الهوس قبل أسبوع من مرور الأعراض في كثير من الأحيان، إلا إذا كان الشخص عنده تاريخ مرضي واضح وجاءنا في بداياتها فيمكن تشخيصه، ولكن في غالب الأمر لا يجب تشخيص نوبة الهوس قبل مرور أسبوع -يا أخي الكريم-.

الشيء الآخر: أيضاً هذه الاستجابة السريعة تشكك في إنها نوبة هوس، نوبة الهوس عادة يبدأ مفعول العلاج أو يبدأ التحسن بعد مرور أسبوعين، وتختفي الأعراض عادة ويعود الشخص إلى حالته الطبيعية بعد مرور شهر ونصف هذه نوبة الهوس، ونادرا ما يتحسن الشخص قبل ذلك، وإن كان هناك حالات ولكن يكون التحسن محدود، الشيء الآخر الذي يشكك أيضاً في نوبة الهوس وقد يقودنا إلى تشخيص آخر هو تناولك للكحوليات، ومعروف أن المواد الكحولية بصفة خاصة ومعظم المخدرات قد تؤدي إلى اضطرابات في المزاج، تكون ناتجة من استعمال هذه المواد، وهذه علاجها أن يتوقف الشخص عن تناول هذه الأشياء وتعود الحالة إلى طبيعتها بسرعة فهذا أيضاً قد يفسر ما حصل معك، زائد الضغوطات -يا أخي الكريم- قد تحدث حالة من الهياج وتغيير المزاج شبيه بما ذكرته ولكنها لا تكون نوبة هوس.

وعلى كل هذه يصبح أنه ليس من الضروري الاستمرار في الدباكين -يا أخي الكريم- طالما التشخيص نصفه غير واضح، والدباكين استعماله لأكثر من 6 أشهر قد يحدث تغييرا في أنزيمات الكبد، زيادة في أنزيمات الكبد، ولذلك دائماً عندما نطلب من المرضى الذين يستعملون الدباكين لفترة طويلة أن يقوموا بفحص أنزيمات الكبد كل 6 أشهر، وعليه أرى من الأفضل أن تتوقف عن الدباكين طالما عدت إلى طبيعتك، وتراقب الموقف، وتراجع الطبيب النفسي من وقت لآخر حتى إذا رأى أنك تحتاج إلى علاج قد يعطيك شيئا آخر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً