الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي لا تألف الغرباء أبدا، كيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفلة عمرها سنة تخاف من الناس الغرباء جدا، عندما أذهب زيارة لأحدهم تتعلق بي بشدة ولا تتركني، وعندما أتركها اضطراراً لأذهب للصلاة، أو لأي مكان قصير تظل تبكي بشدة حتى أعود، ثم تستيقظ من نومها في الليل تبكي فزعة عدة مرات بسبب بكائها كثيراً في النهار، حتى إذا ذهبت لأهلي كل شهرين أو شهر لا تعتاد عليهم إلا بعد مرور يوم أو يومين.

مع العلم أننا نعيش بمفردنا، ولكن كثيرا من أطفال صديقاتي في مثل عمرها يعيشون بمفردهم مع والديهم، وليسوا كابنتي في خوفهم وبكائهم، ماذا أفعل حتى تألف الاختلاط بالناس؟ وهل بكاؤها في الليل إذا بكت كثيراً في النهار أمر غير مقلق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ماريا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله تعالى لابنتك الصحة والعافية، وأن تكون من الصالحات، هذه البنية طبيعية جداً -أيتها الفاضلة الكريمة- طفلة عمرها عام وتخاف من الغرباء هذا أمر عادي، خاصة أن الطفلة قد ارتبطت بك ارتباطاً شديداً، وأنت أصبحت تبادلينها حاجتها العاطفية، كثير من الأمهات يلتصقن بأطفالهن دون شعور، وهنا يحدث هذا النوع من التبادل الوجداني، وقطعاً يكون ضحيته الطفل، مع أن الطفل لا يتحمل الفراق أبداً، هذا ظاهرة سيكولوجية نفسية معروفة جداً.

الأمر بالتدريج يمكن علاجه، وأنت -كما ذكرت- في رسالتك أنك حين تذهبين إلى أهلك لا تعتاد عليهم إلا بمرور يوم أو يومين، هذا أمر طبيعي، هي مكبلة بحبك والالتصاق بك وتطمئن لك، والطفل يخاف من الغرباء، أو حتى بتغيير المحيط فهذه ظاهرة طبيعية جداً.

حاولي أن تبعدي الطفلة منك قليلاً، واجعليها تتمازج وتتفاعل مع الأطفال الآخرين بقدر المستطاع، وعملية البكاء عملية عادية جداً هي نوع من استدرار العطف من جانب الطفل، وذلك نسبة للخوف مما نسميه بقلق الفراق، الطفلة عادية -أسأل الله أن يحفظها- وبالنسبة لمقارناتك مع أطفال صديقاتك، هنالك تباين بسيط ما بين الأطفال، وكذلك المنهج التربوي يلعب دوراً أيضاً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً