الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاطيت الحبوب مع الكحول فشعرت بالموت وتغيرت حياتي!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، بدأت قصتي في يوم عيد الأضحى، تعاطيت نصف حبة من الكستاسي والقليل من الكحول، وكنت أتجول على الدراجة النارية، وأسمع الموسيقى وأرقص برأسي، فجأة شعرت أنني سأموت، ودقات قلبي أصبحت سريعة، وارتفعت درجة حرارتي وكانت داخلية، وكنت أنطق الشهادتين، جاء صديقي وسكب على رقبتي ماء باردا، كنت في عالم وأصبحت في عالم آخر، فقت من تلك الحالة، وذهبت للمنزل وأنا لست مصدقا أنني لا زلت على قيد الحياة، فكنت كل يوم أفكر في الموضوع، ولم أصدق أنني على قيد الحياة إلى الآن!

في اليوم الرابع أو الخامس وأنا في العمل فكرت في الحادثة مرة أخرى وشعرت بدوار، وعادت لي الحالة مع ارتفاع في درجة الحرارة.

ذهبت للمستشفى، وعملت تخطيطا للقلب، وكان سليما -ولله الحمد-، تعبت كثيرا وكأن عمري 90 عاما، لا أريد الخروج من المنزل، ولا الذهاب للعمل، مع العلم أن أمي أخذتني لطبيب الأعصاب، وأعطاني دواء اسمه (parexat 20mg) لمدة عام كامل، ولكنني أقلعت عنه لأنه لم يعطني أي مفعول.

الآن أفكر كثيرا في الموت، كل يوم أقول أنني سأموت بسكتة قلبية أو دماغية، وهلاوس شديدة، والبارحة أردت شنق نفسي، فأخذتني أمي إلى قسم الأعصاب، وهناك بدأت الحديث عن العذاب الذي أنا فيه فانهرت وبكيت، وشعرت بتحسن قليل، ولكني دائما أشعر بضيق قوي في التنفس وكتمة في الحلق، وأحس أن قلبي ضعيف، وعند الخوف تكون دقاته سريعة، وأشعر بألم شديد فيه، مع عدم الإحساس بالواقع.

مع العلم أنني محب لصفحات إسلام ويب، فأرجو الرد سريعا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية.

النوبة التي حدثت لك هي نوبة هرع شديدة، ويعرف أن الكستاسي على وجه الخصوص أنه يؤدي إلى إفراز كيميائي كبير لمادة الدوبامين، وكذلك السيرتونن والأدرينالين، وهذا قطعاً يؤدي إلى تفاعلات جسدية ونفسية وجدانية شديدة جداً وحادة، وغالباً تكون أيضاً دخلت في نوع من الهلاوس، لأن الكستاسي خاصة حين يخلط بالكحوليات يؤدي إلى ظواهر نفسية غريبة وعجيبة جداً، المهم هذه التجربة من وجهة نظري تجربة قاسية ويجب أن لا تتكرر أبداً، نوبات الخوف والهرع التي لا زالت تنتابك ناتجة مما نسميه بالقلق التوقعي؛ حيث إن التجربة السابقة كانت تجربة قوية وشديدة جداً ومخيفة.

كل الذي أنصحك به هو الابتعاد تماماً عن المؤثرات الخارجية خاصة المخدرات، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة من خلال النوم الليلي المنتظم، وأن تمارس الرياضة؛ فهي تجدد الطاقات النفسية بصورة ممتازة جداً وتزيل الخوف والقلق، وأن تكون حياتك على استقامة في كل شيء، وأن تتواصل مع أصدقائك، وأن تكون باراً بوالديك، وصلاتك يجب أن تكون في وقتها، وتضع مشاريع مستقبلية، ما هو الآن موقفك من التعليم؟ ما الذي تريد أن تقوم به في المستقبل؟ كيف تكون نفسك وإمكاناتك وطاقاتك؟ مشروع الزواج، مشروع التخرج...، أشغل نفسك بما هو مفيد.

أخي، لا يمكن للإنسان أن يجمع بين اثنين متضادين؛ بمعنى: لا يمكن أن تجمع بين الفشل والنجاح، النجاح طريقه واضح، والفشل طريقه واضح، وقطعاً الإنسان الكيس والفطن وأنت -إن شاء الله تعالى- منهم سوف يختار طريق النجاح، فوظف الطاقات العظيمة التي وهبك الله تعالى إياها في هذا العمر التوظيف الصحيح.

بالنسبة للعلاج الدوائي: بالفعل أنت محتاج له، وسيكون مفيدا جداً أن تتناول العقار الذي يسمى سبرالكس واسمه العلمي استالبرام؛ فهو دواء رائع جداً لعلاج الهرع والخوف، ويعطيك طاقات نفسية ممتازة، ابدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناولها لمدة أسبوع، ثم اجعل الجرعة 10 مليجرامات يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 20 مليجراما يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى 10 مليجراما يومياً لمدة شهرين، ثم 5 مليجرامات يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه؛ فهو دواء رائع جميل سليم غير إدماني، وسوف يفيدك كثيراً، ويمكن أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم دوجماتيل تتناوله بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 50 مليجراما يومياً لمدة شهرين ثم تتوقف عن تناوله، أيضاً هو دواء طيب وممتاز وله قوة تدعيمية ممتازة جداً مع السبرالكس..

أسأل الله تعالى أن ينفعك بهما، وقطعاً إن استطعت أن تتناوله مع مراجعة طبيب نفسي؛ فهذا سيكون أيضاً مفيداً لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً