الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر بالانتحار بسبب الاكتئاب والرهاب وفيروس (c)، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الرهاب الاجتماعي، ولا أستطيع التحدث والتعبير عن أي شيء، وكذلك أعاني من الاكتئاب وثنائي القطبية، وحاليا أعاني من فيروس (c)، وأتعالج منه.

تراودني فكرة الانتحار، وأبحث عن الموت ولا أجده، أستعمل السيروكسات، وفي بعض الأحيان الإيفكسور (والفرس بأحد السوفالدى والدكلانزا)، ونسبة الفيروس 2.14 مليون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول ما نبدأ به قول الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}.

أيها الفاضل الكريم: لماذا تفكّر في الانتحار؟ نعم أُصبتَ ببعض الابتلاءات، لكنّك أفضل من كثير من الناس، والحياة جُبلت على كدرٍ والإنسان يريدها صفوًا من الأكدار، والإنسان خُلق في كبد، والإنسان ضعيف {وخلق الإنسان ضعيفًا}، والحياة اختبار وابتلاء {ليبلكم أيكم أحسن عملاً}، والحياة طيبة، والطب الآن -الحمد لله- يُقدِّم الكثير والكثير، وهو في تقدُّم، وحالتك هذه يمكن علاجها ويمكن احتوائها.

هذه الفكرة القميئة، الفكرة السيئة يجب أن تنزعها تمامًا من تفكيرك، وعليك أن تُكثر من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هذه تزيل الكُرب ولا شك في ذلك.

اجعل لحياتك معنىً - أيها الفاضل الكريم - أنتَ ذكرتَ أنك تعاني من الاكتئاب ومن ثنائي القطب ومن الرهاب الاجتماعي: هل هذه التشخيصات قام بتشخيصها طبيب نفسي؟ أم أنت لمجرد ما تعاني منه من أعراض هنا وهناك وصلت لهذه الخلاصة؟

أرجو - أيها الفاضل الكريم - أن تذهب إلى الطبيب النفسي وتقابله وتشرح له حالتك بكل تفاصيل، وإن كانت حالتك رهاب اجتماعي سوف تُعالج، وإن كان اكتئابًا سوف يُعالج، وإن كان اضطرابًا ثنائي القطب سوف يُعالج. هذا كله مُتاح، فأرجو أن تجعل الطبيب يُقيِّم حالتك ويضع لك الخطة العلاجية المناسبة لك، ومن جانبنا أؤكد لك أنك سوف تُشفى -إن شاء الله تعالى-.

عليك بالتفاؤل، عليك أن تكون حسن التوقُّعات، وأرجو أن تكون إنسانًا فعّالاً، الفعالية مهما كانت الأعراض موجودة هي وسيلة من وسائل العلاج، احرص على الصلوات الخمس في أوقاتها، وصاحب الأفاضل من الناس، وكن بارًّا بوالديك، طوّر نفسك في مجال عملك، رفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، هذا - أخي الكريم - مهمٌّ جدًّا، وهذه هي الوسائل الحياتية الإيجابية.

بالنسبة لفيروس C: الحمد لله تعالى الآن ظهرت هذه الأدوية والمركبات الجديدة، وكثير من الناس تعالجوا وتمّ شفائهم -بفضل الله تعالى-، و-إن شاء الله تعالى- أنت سوف تكون واحدًا منهم.

وللفائدة راجع تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً