الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أحفظ القرآن ولكن تعلم الإنجليزي يعيقني.

السؤال

السلام عليكم

تخرجت قريباً ووقت فراغي طويل جداً، أعلم جيداً أن الله سوف يحاسبني على وقتي، فأصبحت أتعلَّم اللغة الإنجليزية لأكمل دراستي، ولكن ضميري يؤنبني لأني أتعلَّم اللغة أكثر مما أتعلَّم القرآن، وذلك بسبب آلية التحفيظ، تركيزهم أكثر على التجويد من الحفظ، ولكني اتخذت قرار تغييره وأكمل حفظ القرآن في مكان آخر.

هل لا بأس بذلك؟ وكيف أقضي يومي الطويل؟ وهل لا بأس من تعلمي الإنجليزي لمدة طويلة وطريق العلم هل هو فقط في الدين أم تدخل فيه الرياضيات والفيزياء والكيمياء؟! أصبحت عالقة في اجتهادي في الآخرة وعملي للدنيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختي الكريمة- ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت.

بداية أحيي فيك حرصك على حفظ الوقت والتزود من طلب العلم، فاستمري على هذا الخير.

أما العلوم التي يمكن أن تتعلميها، فلا شك أن أفضل العلوم علوم الشريعة، فعليك تعلم ما لا يسع المسلم جهله من علم العقيدة الصحيحة والفقه وعلم الأخلاق، ثم عليك بحفظ ما أمكن من حفظ القرآن الكريم، فأنت ما زلت في سن مبكرة لديك القدرة على ذلك.

لسنا معك في كراهية حلقات التحفيظ لأنها تركز على التجويد، فالقرآن لا بد أن يقرأ قراءة صحيحة مجودة، ولو قل الحفظ، وأنت قد يبدو لك شيء من التعب في البداية ثم تسهل عليك القراءة والحفظ، فأنصحك بالعودة إلى حلقات التحفيظ، واحمدي الله أنها متوفرة بقربك، فكم من المسلمين حرموا من هذه الحلقات.

بعد ذلك لا بأس من تعلم اللغة الإنجليزية إذا كان لذلك فائدة مرجوة في حياتك، وبقدر الحاجة.

أخيراً: مسألة طريق العلم أفضله علوم الشريعة، ولكن إذا كنت تخصصت في غير علوم الشريعة من علوم الدنيا التي فيها نفع لك وللمسلمين، فلا بأس من التزود منها مع اصطحاب النية الصالحة، بأن تقصدي بطلب العلم منفعة المسلمين، وما تكسبين من مال من وراء ذلك في الوظيفة، فهذا جائز ومن ضرورات الحياة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً