الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التعب والإرهاق وضعف الذاكرة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا لا أعاني من مشاكل صحية في السابق، لكن في آخر خمسة أشهر بدأت تظهر علي ملامح التعب، إرهاق، كسل، ضعف في الذاكرة.

ذهبت إلى طبيب، وأجريت تحاليل وتبين معي نقص ب 12، ونقص فيتامين د، وآخذ حقن نوربيون، وحبوب فيتامين د، والآن أصبح معي زيادة بفيتامين ب 12، وارتفاع الهيموغلوبين إلى 17.4، والدكتور طلب مني التبرع بالدم، وفي هذه الفترة أصبحت معي نفخة بالبطن (النفخة جاءت بعد أن أعطاني الدكتور علاجا ضد الغازات)، وصداع مستمر، وأغلب الصداع يأتي خفيف، لكنه يعكر المزاج، ومعي إمساك منذ ثلاثة أسابيع، حتى عندما آخذ ملينا لا أحس أني أتبرز بشكل كامل.

الدكتور عمل لي سونارا، وتحليل براز، وقال لي: معك قولون عصبي، وعندما علمت أني أصبت بالقولون العصبي، أصبت بإحباط، وبدأت أكره الحياة، وتمنيت الموت؛ لأني خائف من القولون وأعراضه المحرجة أمام الناس، وأحيانا أفكر كثيرا، ويصاحبها بعض القلق، بسبب تذكري للقولون، رغم أني لا أشكو من آلام بالبطن متوسطة أو حادة، وكتب لي الدكتور علاج طارد للغازات، والحموضة، وحبوب ميفا، ودوجماتيل، أحسست بتحسن نسبي، لا أعلم هل أترك الدوجماتيل بعد أسبوع عندما ينتهي الدواء، أو أستمر عليه لعدة أشهر أخرى.

قرأت عن البروزاك وقالوا إنه جيد للتوتر والقلق الذي يسببه القولون العصبي، وأنا متخوف أن آخذه؛ لأني لست مريضا نفسيا، لكن القولون سبب لي كثرة التفكير، والقلق، وأخاف من أعراضه الجانبية، وإدمانه، وعدم القدرة على تركه.

أكثر المشاكل التي يسببها لي القولون هي الصداع الخفيف الذي يأتي بجانبي الرأس (في فروة الرأس)، آخذ فيفادول، لكن فائدته قليلة، بالإضافة إلى القلق أو التوتر؛ لأن قبل تناول الدوجماتيل ابتعدت عن أصدقائي، وصرت لا أطيق الخروج معهم، وبعد تناوله أحسست بتحسن قليلا.

مشكلتي هي كيف أتخلص من الصداع البسيط أو الخفيف، والإمساك، وتجنب أن أصل لمرحلة الانعزال، والاكتئاب، والضيقة.

الأمراض هذه بدأت بعد عام من عدم قبولي بالجامعة، رغم تفوقي الجامعي والحصول على معدل عالي جدا 99٪ بسبب الجنسية التي أحملها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل ما تعانيه من مشاكل صحية قابلة للسيطرة والعلاج، حيث أنها أمور خاصة بالإمساك، والقولون، والخوف المرضي، والصداع، وهذه أمور سهل علاجها، مع فهم طبيعة المرض، وكيفية التعامل معه، وللقولون أسباب عضوية مرتبطة بالإمساك، وعسر الهضم الناتج عن نقص السوائل، والألياف في الطعام، وجزء نفسي ناتج عن بعض التوتر، والقلق، والخوف المرضي، نتيجة اضطراب في هرمون سيروتونين، الموصل العصبي في الجسم.

وتناول حبوب دوجماتيل 50 مج يكفي جدا لضبط مستوى هرمون سيروتونين، ولا داع لدواء بروزاك أو غيره طالما شعرت بالراحة مع تناوله، وعليك الاستمرار في تناوله مدة لا تقل عن 3 أشهر لحين التعامل مع قضية الإمساك، ولحين تحسن الحالة المزاجية، والصداع عرض أساسي لحالة الإمساك التي تعاني منها، ومع علاج القولون، والإمساك، وضبط ساعات النوم سوف يختفي الصداع -إن شاء الله-.

ومما يساعد في علاج عسر الهضم، والانتفاخ، والشعور بعدم الراحة، وللتخلص من التقلصات إعادة التوازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة في القولون عن طريق تناول كبسولات بروبيوتك probiotic، وتناول حبوب الخميرة ثلاث مرات في اليوم، لمدة تصل إلى أكثر من شهر كامل لحين تنظيم الغذاء، وزيادة كمية السوائل، والألياف الطبيعية في الطعام اليومي، وهذا ما يعالج الإمساك، ويعالج عسر الهضم، والتقلصات.

ويمكن الحصول على الألياف من خلال تناول شوربة حبوب الشوفان، والبرغل، على أن يكون ذلك نظام غذائي مستمر، مع الحاجة إلى تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط، مع القليل من العسل، والليمون، وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي، والقهوة، لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك، والبعد عن التوابل الحارة.

وللحصول على السوائل يجب الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ، والتين، والبرتقال، والإكثار من تناول الخضروات المطبوخة، كالكوسة، والملوخية، والبامية، والإكثار من زيت الزيتون، مع الأجبان، والسلطات، أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ، والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها.

ومما يساعد في ضبط النوم، والتخلص من الأرق، وبالتالي ضبط الحالة المزاجية، والحصول على المسكنات الطبيعية التي تفرز أثناء النوم، تناول حبوب ميلاتونين melatonin 5 mg، وهي حبوب ذات منشأ طبيعي، ومع ضبط ساعات النوم يستيقظ الإنسان وكله حيوية ونشاط، ويفضل لضبط مستوى فيتامين D أخذ حقنة جرعة 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، ثم تناول الكبسولات الأسبوعية بعد ذلك، مع التوقف عن أخذ حقن B12، وسوف يعود إلى مستواه الطبيعي، وإذا كنت مدخنا فإن التدخين يرفع من مستوى الهيموجلوبين في الدم، وإذا كنت غير مدخن فننصحك بتناول حبوب فيتامين C، الفواره جرعة 1000 مج يوميا قرص واحد، التي تساعد في السيطرة على إنتاج الهيموجلوبين الزائد.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً