الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض القولون العصبي وأخشى أنها ستتطور لسرطان

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ مدة من أعراض القولون العصبي من تشنجات، وأنا حاليا أعمل في مركز مكافحة السرطان، بدأت أفكار العمل تؤثر على حالتي النفسية، بعد مدة أصبت برضوض في الفك، وعملت تصويرا مقطعيا، وأعطتني الطبيبة دواء سيليبراكس 200، وقالت لي بأن أتناوله لمدة ثلاثة أشهر، ولكني تناولت الدواء مدة 16 يوما، فأصابتني أعراض ألم في بطني والأمعاء مع إسهال طول المدة التي تناولت فيها الدواء، ولاحظت نزول آثار دم خفيف في الإسهال مع المخاط، وعندما بحثت في النت، ولاحظت أنها أعراض سرطان القولون، فأوقفت الدواء لمدة أسبوع، فتوقف الإسهال، وتوقف الدم.

بعد مدة أكلت من أحد أكشاك الطعام السريع، وأصابني تسمم غذائي، ثم عاد الإسهال معه بنفس الأعراض الأخرى، ووصف لي طبيب فلازول، فتناولت الدواء سبعة أيام شعرت بتحسن، وبعد مدة أحسست بغثيان، وحالتي النفسية متحطمة، ونقص وزني، وأصبحت أفكر كثيرا في السرطان لدرجة أنه أثر على حياتي الطبيعية، ذهبت إلى العديد من الأطباء الذين أجروا الإيكوغرافي، وتحاليل دم وخرجت كلها عادية، وقالوا: بأن أعضائي كلها سليمة، وأن آثار الدم هي بسبب السيليبراكس.

بقي لدي الخوف من مرض السرطان، وتلك الأفكار التي تراودني ليلا ونهارا، فذهبت إلى أخصائي الجهاز الهضمي، فقال إنها أعراض غازات، ووصف لي دواء وشفيت، وقال إذا رجعت آثار الدماء سنجري تنظيرا للقولون، وبعد مدة أصابني تسمم غذائي، ورجعت الأعراض وآثار الدماء، وقد قرأت على التنظير أنه للكشف عن السرطان، فهل هذه الأعراض هي حقا دالة على سرطان القولون؟ أم بسبب الدواء؟ أم بسبب حالة نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nadir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعاني منها بسبب تناول الوجبات خارج المنزل، وما يؤدي له من عسر هضم وإسهال وألم في البطن، هذا من الجانب العضوي.

أما الجانب النفسي: فالتوتر والقلق سبب آخر لتقلصات القولون والغازات والشعور بالامتلاء والانتفاخ.

وقبل التفكير في المنظار، لا أظن أنك بحاجة لإجرائه، خصوصا وأن المنظار يتم إجراؤه لمن بلغ 50 عاما فأكثر، وليس للشباب، وأظن أن هذه الخدمات موجودة في علاج مركز السرطان، من المهم مصارحة أحد الأطباء الذين تعمل معهم في المركز بمخاوفك، وإجراء فحص الدم الخفي، ويسمى FIT ويتم أخذ عينة براز على ثلاث أيام متتالية، وتظهر نتيجة الاختبار بعد حوالي 7 أيام، للبحث عن وجود دم مهضوم في البراز، وهو أحد الاختبارات المهمة للبحث عن الأورام.

وهناك اختبار بسيط وقديم نوعا ما في حال عدم وجود FIT test ، وهو اختبار Occult blood in stool للبحث عن وجود دم مهضوم أو أسود أي قادم من أعلى القولون وليس دم أحمر قادم من فتحة الشرج بسبب البواسير وبسبب الشرخ الشرجي، وهذا الاختبار سوف يغلق باب التفكير في الأورام إن شاء الله.

ومن المهم قبل إجراء الاختبار علاج النزلات المعوية وعسر الهضم، وعدم تناول وجبات خارج المنزل، مع أهمية تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى، ويفضل أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة قياس مرة واحدة، وتكرر بعد 4 شهور مرة أخرى مع تناول أقراص كالسيوم 500 مج مرة واحدة يوميا لمدة شهرين أيضا، ومسكن الباراسيتامول هو الأنسب لألم العضلات والجسم، ولا يؤدي إلى مضاعفات جانبية قرصين عند اللزوم.

وقبل التفكير في السرطان فكر في ضبط ساعات نومك؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى: Endorphins وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 ساعات، ونوم القيلولة لمدة ساعة، أو أقل ظهرا، ويمكنك الاستعانة بحبوب ميلاتونين 5 مج ذات المنشأ الطبيعي التي تساعد في ضبط ساعات النوم، عن طريق أخذ قرص واحد قبل النوم بساعة، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً