الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي يرفض عملي بالرغم من اشتراط أبي أن لا أترك العمل، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نشكركم لجهدكم المبذول لخدمة المسلمين في كافة أرجاء العالم، وندعو الله تعالى لكم بالتوفيق والسداد.

أنا فتاة في 26 من عمري مخطوبة، وعرسي قريب، أنا أعمل في مجال النفط في مكتب، والمكان فيه اختلاط، أحاول الالتزام ما أمكنني، أخرج بحجابي الشرعي غير متعطرة ولا أضع مساحيق تجميل خلال عملي، أتعامل يوميا مع الرجال تعاملا لا يتعدى العمل كأن أتلقى تعليمات وأنفذها عن طريق اتصال هاتفي أو رسائل إلكترونية أو حتى حضور الشخص إلى المكتب المشكل أن طبيعة كلامي مع الناس لطيفة، كثيرة التبسم، وصوتي منخفض، خطيبي يعمل معي في نفس المجال، ويرى أنه خضوع صريح بالقول، أحاول جاهدة تغيير ذلك، ولكنني أفشل أحيانا، أصبحت أتفادى العمل والاتصالات كي لا أتعامل معهم، ولكن خطيبي غير راض عن عملي تماما، وهو ضد عمل المرأة أصلا، لكن أوضاعنا صعبة، ووالدي كان شرطه لخطيبي ألا يمنعني من العمل.

أفيدوني جزاكم الله خيرا ما الحل؟

مع العلم أنني مؤخرا فقط أحاول الالتزام والحمد لله، فقد كنت قبل ذلك متبرجة ولم أكن مطبقة لتعاليم الدين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لثنائك على الموقع وخدماته.
الخطوات التي خطوتي بها نحو الاستقامة والحجاب جيدة، وتدل على عزيمة وإرادة لديك نحو السير في الطريق الصحيح، إن شاء الله، فنسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يتم لك الثبات والاستقامة على دينه.

والحقيقة أن طبيعة عمل المرأة مع الرجال الأجانب مهما حاولت المرأة أن تضبطها بضابط الشرع إلا أنها تتعرض لتجاوزات ومخالفات بين الحين والأخرى، وهذا هو الحاصل معك رغم حرصك على عدم التجاوز والمخالفة، إلا أنك تشعرين بحصولها منك أحيانا كما تقولين؛ نظرا لطبيعتك وفطرتك التي خلقك الله عليها.

إضافة إلى أن الله خلق في كل من الرجل والمرأة خاصية انجذاب كل منهما إلى الآخر مهما حاول الابتعاد، بالإضافة إلى أن الشيطان حريص عل تزيين الحرام وتقريبه للنفس! وقد نهانا الله عن اتباع خطواته فقال سبحانه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾.[النور: 21].

وعليه: فننصحك بالبحث عن عمل آخر يبعدك عن الاختلاط بالرجال أو التعامل معهم، وستجدين ذلك إن شاء الله لو اجتهدت بالبحث.

وطالما أن الله وفقك بالخطبة على رجل غيور عليك يريد لك الاستقامة والصلاح؛ فاحمدي الله على ذلك، وحاولي أن تتجاوبي معه للخروج من هذه الإشكالية، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

وبالنسبة للرزق فالله متكفل به لكل خلقه إذا توكلوا عليه، وأخذوا بالأسباب المباحة لجلبه؛ فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ونصيحتي لك ولوالدك أن لا يتشدد في شرط عدم المنع من العمل، وأن يترك للزوج التفكير في بدائل مناسبة يختارها لضبط حياته الزوجية معك في المستقبل، كما أنه من حق الزوج شرعا أن لا يفي بالشرط إذا كان العمل فيه مخالفات شرعية لا يقبلها لزوجته.

واعلمي أن الحفاظ على دينك واستقامتك وإكمال الزواج من رجل غيور محب لك وحريص عليك خير لك من العمل الذي يضعف دينك ويوقعك في المخالفة الشرعية.

فلا تتشبثي بالعمل وتفقدي هذه الأمور التي فيها سعادتك في الدنيا والآخرة بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً