الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لم يعد يتفاعل الدواء معي؟

السؤال

السلام عليكم

دكتور محمد:

في البداية أود أن أشكرك على مجهودك العظيم، وأنا من متابعيك منذ فترة كبيرة.

في الواقع أنا مصاب بنوبات على حسب تشخيص الأطباء لحالتي، وبداية الموضوع كان في سنة 2013 عندما كنت في إجازة لمصر، وعندما كنت مسافرا عبر القطار من القاهرة إلى الإسكندرية، حيث شعرت أن دقات قلبي تتسارع، وشعرت بدوخة شديدة، وشعرت وقتها أنني سوف أموت.

استمرت هذه الحالة مدة نصف ساعة، وعند الوصول للمنزل نمت لمدة يومين من شدة الخوف، فذهبت بعد ذلك لعمل كافة الفحوصات الطيبة، ولكن قال لي الدكتور إن القلب بخير، وإنني بحالة صحية جيدة، من ثم عندما رجعت إلى الدولة التي أقيم فيها ذهبت لدكتور نفسي وصف لي دواء السيبراليكس 10 مل، وكان دواء ممتازا جدا.

استمررت على الدواء لمدة سنة ونصف، واختفت جميع أعراض الهلع والخوف، ومن ثم قمت بتقليل الدواء بصورة تدريجية إلى أن توقفت تماما عنه، وبعد مدة سنة تعرضت مرة أخرى لحالة هلع، ولكن هذه المرة كانت خفيفة، وبواقع خبرتي قمت بالسيطرة عليها.

بعد مدة قصيرة أخذت مرة ثانية دواء السيبراليكس، ولكن بصورة غير منتظمة، ومن ثم بصورة منتظمة، ولكن الدواء كان بدون فعالية، فذهبت للدكتور، وقلت له لقد رجعت مرة أخرى حالات الهلع، والكتمة الشديدة في الصدر، فقام برفع الدواء إلى 20 مل، واستمررت لمدة أسبوعين، فاختفت أعراض الهلع، ولم تختف كتمة الصدر، فنصحني بتجربة دواء سيروكسات سي ار 25مل، ومن ثم رفع لي الجرعة إلى 50 مل، ولكن هذا الدواء سبب لي آلاما شديدة في البطن، لكني استحملت الدواء، وبالفعل قلت الكتمة التي على الصدر.

استمررت لمدة شهرين على العلاج، وفي خلال الشهرين رجعت كتمة الصدر أشد من ذي قبل، فنصحني الدكتور التوقف عن دواء السيروكسات والرجوع مرة أخرى لدواء السيبراليكس 10 مل حبة ونصف مع نصف حبة من دواء السيروكسات، ومن ثم أتوقف عن السيروكسات.

دكتور سؤالي: لماذا الدواء لم يعد يتفاعل معي؟ وهل سوف أستمر بهذه الطريقة من كتمة الصدر الشديدة أم يوجد علاج آخر؟ أرجو إفادتي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعاً ما حصل معك في القطار هو نوبة هلع واضحة، ونوبة الهرع واحدة من اضطرابات القلق وعندما تنتهي النوبة قد تكون هناك بعض من أعراض القلق والتوتر تأتي إلى الشخص، وأكثرها انتشاراً الإحساس والقلق والخوف من أن ترجع النوبة مرة أخرى، الشيء الثاني نوبة الهلع أيضاً قد يصاحبها أو قد يأتي بعدها اكتئاب يا أخي الكريم.

أما بخصوص العلاج علاج السبرالكس أو استالبرام هو علاج فعال جداً لاضطراب الهلع، وهذا ما حصل معك يا أخي الكريم، ولكن دائماً لزيادة فاعلية العلاج الدوائي يجب أن يصاحبه علاج سلوكي معرفي في اضطراب الهلع، وقد ثبت من خلال الدراسات أن واحدة من فوائد العلاج السلوكي المعرفي أن الأعراض لا ترجع عند توقف الدواء.

ثانياً: هناك ملاحظة تتردد كثيراً عندما يستجيب الشخص للعلاج لفترة من الوقت ويوقفه ويرجع إليه مرة أخرى قد لا يكون التحسن بنفس الدرجة الأولى، هذا يحدث مع كثير من المرضى يا أخي الكريم، على أي حال أنا أتفق مع الطبيب في أنه يجب أن تستمر، أو أن ترجع إلى السبرالكس طالما استفدت منه في الأول، وأضيف أنك تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي مع السبرالكس، وقد تحتاج أيضاً إلى علاج للاسترخاء للتعامل مع كتمة الصدر، وهي عرض من أعراض القلق والتوتر، وكل هذا يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب ومتابعته يا أخي الكريم.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً