الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعزم على التوبة ولا أعود للذنب؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا إنسانة تحب الحياة جداً، والحمد لله علاقتي بمن حولي قوية، خصوصا والدي، لكن بدأت الأمور تسوء عندما انحرفت عن الطريق، والسبب العلاقات الغرامية (هاتفياً*) مع الشباب، وقد من علي الله بالتوبة، ولكني أعود مجدداً ولا أعلم ما السبب؟ لكني عزمت هذه المرة أن لا أعود ابداً، فما الأسباب المعينة بعد مشيئة الله؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يهديك ويصلح شأنك، والجواب على ما ذكرت:
بداية عبرت عن نفسك أنك تحبين الحياة وهذا أمر حسن، والحياة أمامك مليئة بالخيرإذا كنت مع الله، ويمكن أن تكون طيبة فيها السعادة الغامرة ، قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [ سورة النحل اية ٩٧ ].

وبما أن علاقتك مع الجميع علاقة طيبة وخاصة الوالدين - حفظهما الله - فأنت بهذا تعيشين في وسط فيه خير، وليس لديك فراغ عاطفي، لأن بعض الفتيات وبجهل منهن يلجأن إلى العلاقة مع الشباب المستهتر أخلاقيا بدعوى أنهن يبحثن عن ملأ الفراغ العاطفي، ويجدن ملأ هذا الفراغ بالعلاقة مع أولئك الشباب بما حرمه الله تعالى، وهذا ليس حلا بل هو زيادة الطين بلة.

كما أني أحيي فيك إدراكك أنك أخطأت وشعرت بالندم من تكوين علاقات المحرمة مع الشباب، ثم أنك عزمت على قطع تلك العلاقة، وهذا يدل على أن لديك قلبا حيا فيه إيمان بالله وخوف منه.

وأما سؤالك لماذا تعودين إلى تلك العلاقة مع أولئك الشباب المنحرف أخلاقيا؟ فالجواب عن هذا يمكن أن يكون عبر الآتي:
1. التوبة إلى الله تعالى من تلك العلاقة الهاتفية مع الشباب لابد من تحقيق شروطها، والتي منها الإقلاع عن المعصية في الحال.
وكذلك الندم من القلب على فعلها بما حدث في الماضي، ثم عليك العزم الصادق من القلب أن لا تعودي إلى تلك العلاقة في المستقبل.
2. ومن الأسباب التي جعلت تعودين إلى العلاقة مع الشباب، أنك لم تقطعي تلك العلاقة بالخلاص من كل وسيلة من وسائل التواصل معهم، بإلغاء وحذف أي رقم هاتف أو حساب إعلامي يمكن أن يبقي هذه العلاقة ولهذا عدت إليها.
3. ومن الأسباب أيضا أنه لعل أن لديك فراغا في الوقت ولم يملأ هذا بطاعة أو شيء نافع من قراءة ونحوه.
4.ومن الأسباب أنك لم تأخذي بأسباب الثبات على الحق وترك المعصية ومن تلك الأسباب الدعاء والتضرع إلى الله، وكثرة الاستغفار والاستمرار على طاعة الله.
5. ومن الأسباب أنك لعلك ما زلت تجهلين عواقب تلك العلاقة وأن عواقبها وخيمة، ويمكن أن تكون سببا للمزيد من الانحراف السلوكي إذا لم تتوقفي هذا التواصل فورا ودون تردد.
6. ومن الأسباب جهلك أن الله يستر عليك ولم يصل الأمر إلى أهلك، ولهذا عليك أن لا تغتري بهذا الستر، بل عليك أن تسارعي إلى قطع العلاقة حتى لا تحصل فضح للأمر والعياذ بالله .
7. وأخيرا من الأسباب ضعف المراقبة لله تعالى، فإنك لو كنت تراقبين الله وتخافين من سخطه، لسارعت إلى ترك العلاقة وعدم العودة إليها.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً