الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من توتر شديد وقلق وأريد علاجا سلوكيا.

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، بعمر 23 سنة، منذ 3 أشهر وأنا أعاني من قلق وتوتر منذ أن عرفت أن لدي ارتفاعا بضغط العين، أصبحت لا أنام، وأشك بأني مصابة بمرض في القلب، حتى أصبح لدي فوبيا من الموت، كما أشعر دائما بوخز بصدري وتسارع بنبضات قلبي، وألم شديد بالمعدة، ودائما متوترة وخائفة، وأدوية الاكتئاب تسبب لي ارتفاعا بضغط العين، فهل حالتي خطيرة؟

لأنه أصبح لدي الآلام بالظهر واليدين والأكتاف، وألم بالصدر، وقشعريرة، وصعوبة بالبلع، وصداع شديد، وأصبحت أخاف من الظلام وأقلق لأتفه الأسباب، وإذا نمت أستيقظ فجأة، أتمنى أن أجد حلا لمشكلتي، وأن يكون علاجا سلوكيا.

تخرجت من الصيدلة منذ 3 أشهر، فلذلك أشعر بالفراغ، ولا أشعر أن هناك شيئا يشجع، وقد ذهبت إلى طبيب نفسي لم يتفهم حالتي كثيرا، ونبضات قلبي دائما من 82 حتى 90 ، فهل هذا طبيعي؟

أرجو أن تساعدوني لأني تعبت كثيرا، وشكرا لكم وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ايه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت فعلاً تعانين من توتر وقلق نفسي، وهذه الأعراض التي عندك مثل زيادة ضربات القلب – أو الشعور بخفقان القلب – هي أعراض للتوتر، وطبعًا الحمد لله ضغط العين نزل، وله علاجات معروفة عند اختصاصي العيون، أمَّا أدوية القلق فليست كلُّها تؤثِّر على ضغط العين، بل بعضها – وبالذات مضادات القلق والاكتئاب ثلاثية الحلقات – ولكن هناك مضادات أخرى لا تؤثِّر في ضغط العين.

على أي حال: قد لا تحتاجين إلى علاجٍ دوائي، وتحتاجين إلى علاج نفسي، وبالذات لعلاج للاسترخاء، والاسترخاء يمكن أن يكون عن طريق الاسترخاء العضلي، أو عن طريق الاسترخاء بالتنفُّس، لأن هذا يؤدي إلى الاسترخاء، وإذا تمّ الاسترخاء فالإنسان يتخلص من القلق والتوتر.

أما العلاج السلوكي: فقد يكون مفيدًا في الخوف من المرض، وليس في علاج التوتر؛ فالخوف من الأمراض في العلاج السلوكي فعلاً يُفيد الشخص، وهناك أشياء – يا أختي الكريمة – يمكن أن تفعليها أنت بنفسك: الرياضة – رياضية المشي بالذات – تؤدي إلى خفض التوتر إلى درجة كبيرة، والنوم في المواعيد وأوقات مُحددة، وعدم السهر، وقراءة القرآن الكريم – أختي الكريمة – والدعاء والذكر؛ كلها تؤدي إلى السكينة والطمأنينة وراحة البال، وهذا طبعًا يفيد في الإحساس بالقلق والتوتر.

أما عدم وجود عمل فهو طبعًا أيضًا عنصر ضاغط، لأن الفراغ أيضًا يؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر، ونسأل الله أن يساعدك في الحصول على عمل، إذ أن فرص العمل كبيرة للصيادلة، هناك حاجة شديدة لهم، وبمجرد الحصول على عمل والانشغال بالعمل فأيضًا هذا يفيد جدًّا في الاسترخاء والهدوء والتغلب على التوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً