الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكير زوجي منحصر في العلاقة الزوجية فقط، فكيف أغيره؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنتين، وزوجي لا يتحدث إلا في موضوع العلاقة الزوجية، وإذا حاولت مناقشته في موضوع آخر فلا يهتم به، وربما لا يسمع كلامي من الأساس، وأنا لا أتحمل ذلك لأني جامعية، ولدي أفكار وموضوعات كثيرة، ولا أتحمل فكرة أن أكون أداة متعة فقط.

علما أن لدينا طفل، ولا أريد أن أتطلق من زوجي من أجل ابني، فكيف أجعله يحترمني ويقدر عقلي وفكري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله أن يصلح حالك ويمتعك بالحلال.

- كم تمنينا لو أنك ذكرت لنا وظيفة الزوج، وأنواع الأحاديث التي يديرها مع الآخرين، واهتماماته عندما يكون وحده؛ حتى تتكون عندنا صورة كاملة عن نمط شخصيته.

- أما بالنسبة لكثرة حديثه معك عن العلاقة الحميمية، فنأمل أن يجد منك التجاوب، وأن تحققي له ومعه المتعة الحلال، واجعلي حديثك عن الهموم الأخرى بعد تحقيق الإشباع له، فالرجل يقبل النقاش ويفهم الأمور ويتفاعل إذا نال ما يطلب، وهذا من صور الاختلاف بين المرأة والرجل، فالمرأة تستطيع أن تفكر في عدد من الأمور في نفس الوقت، لكن الرجل لا يستوعب الأفكار إلا إذا حققت له الزوجة مطلبه، فإذا كان جائعا فالبداية بالطعام، وإذا كان متعبا فحاجته للنوم، وإذا كان مشتاقا فحاجته الأولى هي الفراش، وبعدها يمكن أن يستجيب ويتجاوب، وهذا ما فعلته أم سليم -رضي الله عنها- التي مات طفلها فكفنته ووضعته جانبا، ثم انتظرت زوجها، وأعدت له الطعام فأصاب منه، وتزينت له فأصاب منها، ثم تدرجت في إخباره، فلما غضب منها وشكاها للرسول -صلى الله عليه وسلم-، حسن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلها ودعا لهما بالبركة في ليلتهما، ورزقهما الكريم بطفل خرج من صلبه عشرة حفاظ لكتاب الله.

وأرجو أن لا تفهمي من حديثه عن العلاقة عدم احترام عقلك أو عدم تقديرك، بل افهمي منه حبه الشديد لك، واحرصي على البدء معه بما يهمه ثم انتقلي لما يهمك، واقتربي منه ووسعي دائرة الاهتمامات المشتركة، وشاركيه همومه وأشركيه في أعمالك واهتماماتك، فإن كنت تحبين القراءة فاطلبي منه أن يقرأ لك وأنت تعدين الطعام، ثم أظهري الإعجاب بطريقته في القراءة، وهكذا حتى يعيش معك ويتعرف على قيمة ما تدعينه إليه من الهوايات والميول والأفكار، واعترفي قبل ذلك بأهمية ما يهتم به من علاقة حميمية ناجحة، واعلمي أن النجاح في العلاقة الحميمية مفتاح للنجاحات الأخرى، وسبب لتحقيق الأمان، ومؤشر على الحب، وهذه أشياء مهمة للمرأة، وتأكدي أن تجاوبك معه يشعره بالتقدير والاحترام، وهذا هو أهم ما يحتاجه الرجل.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقدمي رضا زوجك وهواه على رضاك، ولا تشتكي منه إلا عند من تطلبين نصحه، وديننا يطالبنا بحفظ الأسرار وصيانة الحرمات، فاستمري في التواصل مع الموقع.

ونسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً