الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا شاب في بلاد الغربة، هل أقدم الدراسة أو أتزوج؟

السؤال

السلام عليكم
بداية أود أن أشكركم علماءنا الأفاضل على هذا الموقع، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم، ويجمعنا وإياكم في جنات النعيم، مع الأنبياء والشهداء والصالحين.

أنا شاب من سوريا أبلغ من العمر 22 عاماً، أعيش في السويد منذ 3 سنوات، بسبب البلاء الذي حل في بلدي.

لدي عمل والحمد لله، وكنت قد ادخرت مبلغاً من المال لإكمال دراستي في الجامعة، لكنني الآن في حيرة من أمري! هل أكمل دراستي وألتحق بالجامعة أم أتزوج؟

قال الله تعالى: ( فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، علماً أني إذا تزوجت فلن أستطيع إكمال دراستي في الجامعة، لأني بالكاد سأستطيع النفقة على نفسي آنذاك، ولكني بنفس الوقت أخاف على نفسي من الفتنة إذا ذهبت للجامعة، فالوضع هناك معروف بالنسبة للجميع كم من الفتن سأواجه هناك، ولا آمن على نفسي الفتنة.

أنا الآن في حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أصنع، هل أختار الزواج والمأمنة من الفتنة أم الدراسة في الجامعة وتحصيل العلم، وبعدها السفر ومغادرة هذه البلاد الكافرة؟

علماً أني في غالب الأمر لن أستطيع مغادرة هذه البلاد في الوقت الحالي، إن لم أكمل دراستي.

أفيدوني برأيكم، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ملاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك حسن أدبك وأخلاقك، ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن ييسر أمورك وأن يهديك لأرشدها، ويقدر لك الخير حيث كان.

أصبت أيها الحبيب حين جعلت من الأمور المهمة في حياتك أن تكمل دراستك، وتستعين بذلك على قضاء حاجتك، وأنت مصيب فيما تعيشه من صعوبة في الموازنة بين هذين الأمرين الذين اعترضاك الآن، وهما الزواج أو إكمال الدراسة.

الذي أنصحك به أنك إذا كنت تستطيع أن تكمل دراستك في بلد آخر غير هذا البلد الذي أنت فيه وتتمكن مع إكمال الدراسة من حفظ نفسك عن الوقوع في الحرام فهذا أفضل وأولى.

أما إذا لم تتمكن من ذلك، ولم يبق أمامك إلا أن تتخير بين إكمال الدراسة مع عدم الأمن على النفس من الوقوع فيما حرم الله تعالى وبين الزواج، فالواجب الشرعي عليك أن تتزوج، وتعف نفسك عما حرم الله تعالى.

حاول مع ذلك أن تحسن التدبير، بأن تختار المرأة الصالحة التي تعينك على إكمال دراستك وتصبر على شظف العيش معك، وإذا اجتهدت في هذا فإنك لم تعدم بإذن الله، فاختر لنفسك المرأة الصالحة، وكن على ثقة تامة من أنك إذا سلكت هذا الطريق تريد بذلك إعفاف نفسك عن الحرام وتقصد بذلك تقوى الله فإن الله تعالى معينك، فقد قال سبحانه وتعالى: (ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم، منهم الناكح يريد العفاف).

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن ييسر أمورك ويقضي حاجتك إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً