الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف من الغرباء والأماكن المغلقة.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من خوف شديد وهستيريا عندما يكون حولي ناس لا أعرفهم، وأخاف من الأماكن المغلقة كذلك.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا نوع من المخاوف البسيطة وليست من المخاوف المركبة، الخوف من المكان الذي ليس فيه رفقة معلومة لدى الشخص دليلاً على وجود ما نسميه درجة بسيطة من رهاب الساحة، وهو أن الإنسان قد يخاف من الأماكن المزدحمة أو الضيقة، أو حين يكون وحده ودون رفقة، خاصة في المكان الغريب بالنسبة له.

أخي الكريم: المبدأ العلاجي السلوكي هو أن تعرض نفسك لمصدر مخاوفك دون أن تستجيب استجابات سلبية، أي أن لا تخلو من الموقف، وأنا أريدك أن تطبق ما نسميه بالتعرض في الخيال، أي تتصور نفسك أنك في مكان بعيد ولوحدك وواجهت هذا الموقف بكل ثبات، وبعد ذلك عدت لمدينتك مثلاً، فكر في هذا الموقف بتأمل وتدبر ولا بد أن يكون التعرض في الخيال لمدة 20 دقيقة على الأقل، وبعد ذلك ابدأ في التطبيقات حتى في مدينتك والمكان الذي تعيش فيه، حاول أن تذهب إلى الأماكن غير المألوفة لك، حاول أن تصلي في مساجد مختلفة ليس مسجد حيك مثلاً أو المسجد الذي ألفته، حاول أن تذهب إلى متنزهات مختلفة، الهدف هو أن تعرض نفسك وتعرضها حتى يحدث لك ما نسميه بالتوائم والتلائم والتعود على مثل هذه التعريضات.

الخوف من الأماكن المغلقة: أريدك أن تركب المصعد بكثرة، حاول ذلك دائماً، لأنه أحد الأماكن المغلقة التي تخيف الناس، ودائماً ابدأ بدعاء الركوب، ابدأ ببسم الله الرحمن الرحيم هذه تفتح لك خيرا كثيراً، إذاً عرض نفسك أيضاً لمصدر خوفك بأن تكون في الأماكن الضيقة.

هنالك دراسات نفسية محكمة ودقيقة أشارت أن الاختلاط بالناس أيضاً، وعلى مستويات مكثفة، وعلى استمرارية يقلل من هذا النوع من الخوف، -فيا أخي الكريم- أنصحك كثيراً أن تكون دائماً في مقدمة الناس حين يكون هنالك واجبا اجتماعيا، مثل حضور الأفراح وحضور الجنائز، زيارة المرضى، زيارة الأقرباء، لا تتخلف أبداً، كن دائماً صاحب أسبقية، هذا يروض نفسك ويعطيها قدرة وثقة كبيرة في ذاتك، مما يزيل عنك هذا الذي أنت فيه، وبصفة عامة الأشخاص الذين لديهم تواصل وصلات اجتماعية قوية دائماً لا يتعرضون لهذا النوع من المخاوف.

أعتقد أنه سيكون من الجيد والطيب أن أصف لك دواء بسيطا يساعد أيضاً في هذا النوع من الخوف، الدواء يسمى انفرانيل واسمه العلمي كلواميبرامين، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جداً، وهو 25 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، أنا أرى في استشارة سابقة كانت لك التجربة مع الفلوكستين، وهو البروزاك، لكن أعتقد أن الأنفرانيل دواء بسيط ودواء جيد وسوف يساعدك، مع أهمية التطبيقات السلوكية التي حدثتك عنها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عبد الرحمن

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأثابكم خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً