الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة الزوج لزوجته بعد تقدم السن وعلاقته بالاضطهاد الذهاني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود إفادتكم بأن والدي قد تعرض لحالة اكتئاب عام 1982، وقد تعالج من ذلك واستمرت معه عدة سنوات، وقد كانت الضحية لذلك والدتي، حيث إنه يكرهها ويشك فيها، ويصرح بذلك رغم كبر سنه وأنه وجيه في بلده!

وقد تعرض لأعراض جسدية خلال تلك الأزمات، منها قرحة في المعدة وعلمية للدسك وغيره، وكانت صحته تتحسن ويعود طبيعياً إلا أن نومه كان قلقاً، والآن وبعد أن تعرض لجلطة في القدم واليد، وزادت عليه الآلام في هذا السن المتأخر، إلا أنه عاد إلى معاداة والدتي والشك بها رغم بلوغهما من السن مبلغاً كبيراً.

وهما يعيشان عند إخوتي، ويحاول أحد إخوتي أخذ والدتي في بيته، ولكن ليس هذا هو الحل، ونخشى أن نعطيه أدوية نفسية أن تؤثر عليه، ونحن نشعر بالألم والحسرة لوضعه والله المستعان، فماذا تنصحون؟ ولماذا يشعر بهذا الشعور نحو والدتي التي تبلغ من العمر 70 عاماً؟ نحن نعمل قدر الإمكان على توجيهه إلا أنه يصر على أفكاره، لا يحب استخدام الدواء الكيمائي، حيث يحب استخدام الأعشاب والحليب.

وبارك الله فيكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لا شك أن والدك مصاب بحالة نفسية تُعرف بالاضطهاد الذهاني، وهذه الحالة يكون فيها الكثير من الظنان وسوء التأويل والشك في الطرف الآخر، وهي بكل صدق وأمانة لا تُعالج إلا عن طريق الأدوية، حيث أن هنالك تغيرات كيميائية متعلقة بمادة تسمى بالدوبامين، وتكثر هذه الحالات مع تصلب الشرايين، والذي لا شك أن والدك يعاني منه حسب ما وصفت.

أرجو إقناعه بأخذ الأدوية، ومن أفضل الأدوية التي تساعد في هذه الحالة الدواء الذي يُعرف باسم هلوبريدول، والجرعة يجب أن تكون صغيرة، وهي واحد ونصف مليجرام صباحاً ومساء.

هنالك دواء آخر مفيد يُعرف باسم رزبريدون، والجرعة هي 2 مليجرام مساءً .

إذا رفض الوالد الأدوية مُطلقاً، فيمكن أن يُعطى الأدوية عن طريق الحقن، ولكن هذه لابد أن تكون تحت إشراف طبيب نفسي؛ حيث يوجد نوع من الإبر أو الحقن الزيتية الطويلة الأمد، والتي تُعطى بواقع كل أسبوعين إلى شهر.

أخي، لا نوصي بافتراق الوالدين، إلا أن الأمر يجب أن يُشرح للوالدة بأن هذه حالة مرضية، وعليها بالصبر، وأن تتغاضى عن الأشياء التي يقولها والدكم عنها.
كما أنه يا أخي اتضح علمياً أن محاولة إقناع الذين يعانون من مثل هذه الأفكار الاضطهادية ربما يثبت ويزيد من هذه الأفكار، فلذا أرجو أن تتجنبوا النقاش باسترسال حولها، وكل ما يُقال لوالدكم هو: أرجو أن لا تنزعج، وكل شيء إن شاء الله سيصبح على ما يرام (أي إعطاءه أجوبة حيادية لا تناقش لب الموضوع ) .

الشيء الآخر أيها الأخ الكريم: لا شك أنك على وعيٍ تام ببر الوالدين، وهذا ابتلاء قد وقع، وأنتم مأجورون في ذلك إذا صبرتم عليه.

وأخيراً: أرجو أن أبشرك بأن الاستجابة للأدوية والعلاج هو بنسبة 80-90%، وهذه تعتبر نسبة نجاح عالية جداً قد لا تجدها في الكثير من فروع الطب الأخرى .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً