الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التأقلم مع البيئات الجديدة وأشعر بضعف الثقة والقلق

السؤال

السلام عليكم

أولا: أعاني من عدم التأقلم في الأماكن، والآن سوف تبدأ الدراسة، وأنا قلق وخائف بشأن عدم تأقلمي معها، وأخشى أن يصيبني اكتئاب من ذلك، علما أني أحب الدراسة.

كنت أعاني من أفكار مزعجة واضطراب الأنية، وقد تغلبت عليها بالصلاة وكثرة الأذكار.

ثانيا: أعاني من قلق رهيب، وأشعر بدوخة عندما أكون في مكان غريب أو مزدحم، وأتسائل كيف يمكنني الإحساس بذاتي، وهذا الأمر يأخذ كل تركيزي.

ثالثا: أعاني ضعف الثقة بالنفس، كانت شخصيتي قوية، وبسبب الاكتئاب تغيرت.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هناك بعض الناس بطبعهم لا يستطيعون التأقلم مع الأشياء الجديدة بسهولة، وهؤلاء غير مرنين ويحبُّون الروتين، ويتضايقون جدًّا إذا خرجوا من الروتين في حياتهم، وإذا تغيَّرت حياتهم من الأشياء التي يألفونها إلى الأشياء الجديدة، وهؤلاء دائمًا – يا أخي الكريم – تكون لهم أعراض توتر وقلق، ومن ضمنها أعراض قد تكون جسدية، وقد تكون نفسية.

وأيضًا – أخي الكريم – عندك مشكلة أخرى كما ذكرت، وهو عدم الراحة في الأماكن المزدحمة، وتحس بأنك سوف تدوخ ويأتيك دوّار، وهذه طبعًا قلق وتوتر، وشعور بعدم الراحة.

والشيء الثالث الذي ذكرته – وهو ضعف الثقة بالنفس - هو جزء من نمط بعض الشخصيات تكون ثقتهم في أنفسهم ضعيفة، ونظرتهم إلى أنفسهم نظرة دونية، ودائمًا يقارون أنفسهم طبعًا بالآخرين.

الشيء الإيجابي في مشكلتك هذه أنها حصلت بعد أن أُصبت بالاكتئاب – كما ذكرتَ – ولم تكن كذلك من قبل، وهذا يعني أنه يمكنك بالعلاج النفسي – وبالذات ما يُعرف بالتأهيل – والتأهيل الآن – أخي الكريم – هو بعد ذهاب أعراض المرض يُدرَّبُ الشخص على أن يرجع لحياته الطبيعية، لأدائه الوظيفي قبل المرض، وهذا إمَّا يُسمَّى بالتأهيل أو التعافي، وأصبحَ جزءًا مهمًّا الآن من العلاج، يجب ألَّا نُعالج المرض فقط، ولكن ننظر إلى الشخص نفسه الذي عانى، فأحيانًا المرض يترك بصماتٍ على أداء الشخص وعلى فقدان الثقة، فيجب على الشخص أن يُدرَّبُ ويؤَهل لكي يعود مرة أخرى، وهذا يتم من خلال البرامج النفسية المعروفة في هذا الشأن، وبمجرد ما تعود كما كنت ترجع إليك ثقتك بإذن الله بالتدريج.

وأيضًا قد تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي فيما يخص التأقلم على الأشياء الجديدة، وفيما يخص عدم الراحة في الأماكن المزدحمة.

لا أرى – أخي الكريم – أنك تحتاج إلى أدوية، كل ما تحتاجه هو علاج نفسي داعم، وعلاج نفسي تأهيلي، وعلاج نفسي سلوكي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً