الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما قرأت عن مرض نفسي حسبت أنني مصاب به، فما علتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عمري 28 سنة، مشكلتي بدأت قبل أربعة أشهر، حيث حصل لي اختلال الأنية وغصة في الحلق وفقدان للشهية.

بحثت في الإنترنت عن تشخيص الحالة النفسية لخالي، حيث تظهر عليه علامات المرض النفسي، فوجدته مرض الفصام، فبدأت بتضخيم الأمر ورسم سيناريوهات قد تتحقق أو لا تتحقق، فأصبحت تائها في بحر الأمراض النفسية، وأنتقل من مرض إلى آخر، وكل مرض أقرأ عنه أقول في نفسي: سوف أصاب به، خصوصا الأمراض الوراثية.

قرأت عن مرض الاكتئاب فازداد خوفي من الأمراض النفسية، وأصبحت كثير التفكير، وتشتت تركيزي، وما عدت أتحمل الضجيج أو بكاء الأطفال، وكل يوم أقول في نفسي: اليوم سوف أشفى، لكني أدور في حلقة مفرغة.

وتتعقد حالتي كلما رأيت شخصا، حيث أتسائل: هل هذا الشخص مريض نفسيا؟ لماذا فلان لا يحس بما أحس به؟ علما أني أقاوم كل الأفكار الوسواسية، لكني أتعب من مقاومتها.

آسف على الإطالة، وشكرا على العطاء الذي تقدمونه لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن اختلال الأنية قد يكون اضطرابًا في حدِّ ذاته، إذا كان عرض الأنية هو العرض الوحيد الموجود، ولا تُوجد معه أعراض أخرى، وقد يكون عرضًا من أعراض القلق إذا كانت تُوجد أعراض قلق وتوتر أخرى، وهذا ما حصل معك – أخي الكريم – الغُصَّة في الحلق من أعراض القلق، الخوف الشديدة من الأمراض، ممَّا جعلك تبحث في الإنترنت بشدة، وإن كان في الأول تبحث عن حالة خالك، لكن بطريقة أخرى تبحث عن مشكلتك أنت نفسك، لأنك تعلم أن هناك عاملا وراثيا بينك وبين خالِك، ممَّا جعلك تبحث في الإنترنت، وتخاف من الأمراض التي تقرأها وتخاف من أن تُصاب بها.

كل هذا – أخي الكريم – مخاوف وسواسية واضحة، مع أعراض قلق، وعدم تحمّل الضجيج وبكاء الأطفال والصوت المرتفع أيضًا من أعراض القلق والتوتر، وطبعًا هناك أفكار وسواسية، والوسواس القهري الاضطراري هو من اضطرابات القلق.

تحتاج – أخي الكريم – لمقابلة طبيب نفسي لعرض حالتك عليه، وبعد أن يقوم بأخذ التاريخ المرضي المفصّل وعمل فحص الحالة العقلية، سوف يقوم بوضع خطة علاجية، قد يكون علاجًا نفسيًا دون الأدوية، وقد تكون أدوية، وقد تكون أدوية زائد علاج نفسي، وأنا أرى أن الأفضل لحالتك أن يكون هناك علاج نفسي مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً