الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب يسكن في بلاد الغرب ولم أوافق ولكني أفكر فيه

السؤال

السّلام عليكم
شكر اللّه سعيكم، وبارك في جهودكم.

مضى أسبوعان منذ أنهيت علاقتي بخطيبي، والتي دامت نحو سّنة، على إثر خلاف حصل بيننا.

قبل أن يحصل الشجار بساعات صلّيت صلاة الاستخارة في الفجر، ودعوت اللّه إن كان شرّا لي أن يصرفه عني، وبكيت وأنا أدعو اللّه.

علماً أنه يقطن ببلاد الغرب، وأنا أخشى الفتنة في ديني، ولا أريد أن أفارق أهلي، فكنت أرى أن القرار الأصوب عقلاً هو إنهاء العلاقة وتفضيل العيش في بلد مسلم بجوار الأهل والأحبة، لكن نظراً لكون الأمور بيننا كانت جيّدة نسبيّاً كنت سأستمرّ في العلاقة، وكنت أقول لنفسي بأنّه نصيبي، وعندما صدر منه تصرّف أزعجني وأزعج أهلي عزمت على قطع علاقتنا، ولم أتراجع في قراري.

بعد أسبوع تقدّم لي غيره، ولكنه غير مناسب، ينتابني الحزن عندما أفكّر بأنّ أحلامي في الارتباط لم تتحقق بعد، وبأني مررت بعلاقة لم تكتمل، علماً أنّ خطيبي السابق كان يحرّك فيّ كثيراً من المشاعر، وأجد نفسي في كثير من الأحيان أفكّر فيه!

أصبحت لا أفكر سوى في الزواج، ويعلم اللّه أني أريد الحلال، وهذا الأمر يكدّر صفوي، وهل يا ترى ظلمت خطيبي؟! لأنّه إضافة إلى شجارنا فإنّ إصراري على فسخ الخطوبة كان جرّاء أمور أعلمها من البداية كالغربة وتبعاتِها؟

أشعر بانقباض في الصّدر عندما أتذكّر علاقتنا التي انتهت، وبعض الأشياء الجميلة في العلاقة، أحتاج رأيكم، ولكم منّي جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rawen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما تم اتخاذ قرار فسخ الخطبة بعد استخارة الله سبحانه واطمئنان نفسك لذلك القرار، فهو تصرف صحيح.

يجب عليك قطع العلاقة وعدم التفكير به نهائياً، فلا علاج لمشكلتك إلا ذلك، وقد نصحتك في الاستشارة السابقة لضرورة ضبط العلاقة معه، فيما يتعلق بالكلام والمشاعر، فما زلت أجنبية عنه، والتوبة مما سبق فيه من مخالفة للشرع.

يظهر أنك لم تنضبطي معه في ذلك، مما أثر كثيراً على مشاعرك، وبقي فيها ذلك التأثير، مع أن من شرط التوبة الإقلاع والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة حتى يغفر الله للعبد ما سلف.

لذا نكرر لك النصيحة هنا مرة أخرى بالتوبة والاستغفار والندم على ما فات، وقطع التعلق برجل أجنبي لا يحل لك التعلق به.

ننصحك بالانضباط في علاقتك المستقبلة مع أي شخص يخطبك، وأن يكون معيار قبول الخطيب هو الدين والخلق، فبه تسعد الحياة الزوجية، وتستقر بإذن الله، وبدون ذلك تضطرب الحياة وتفسد.

عليك بضبط مشاعرك، والابتعاد عن ما يثير الشهوة لديك، واشغلي نفسك بالمفيد من الأعمال، وابتعدي عن الانطواء والانزواء، وحاولي أن تشاركي في البرامج الاجتماعية.

ابحثي لك عن رفقة صالحة من الأخوات، ومن خلالهن تقضي أحسن الأوقات، ويساعدنك في البحث عن زوج صالح، وتتخلصي من الوحدة والتفكير السلبي.

لا بأس بالاستعانة بما يسمى في بعض البلدان بالخطابة التي تعمل في الدلالة على الأزواج والزوجات بمقابل مادي، وعليك بالصوم النافلة، فهو من أحسن العلاج لكبح شهوة العبد، كما وصى به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.

فسخ الخطبة إذا كان بسبب وجيه فلا ظلم فيه لخطيبك، ولا تفتحي أي باب للخواطر السلبية في هذا الموضوع، وانقباض صدرك يعالج بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن والاستغفار.

عليك بالدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقك الزوج الصالح، فالدعاء له أثر عظيم إذا صدر من قلب صادق، واثق بالله سبحانه.

أحسني الظن بالله، وإن شاء الله ييسر الله لك أمرك، واعلمي أن الزواج قدر يأتي في وقته، فلا يطلب القدر بمعصية الله سبحانه، بل بطاعته والأخذ بالأسباب المشروعة لتحققه.

أسأل الله العظيم أن ييسر أمرك ويوفقك لما يحب ويضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً