الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس أن عقلي مشوش لا يستطيع تكوين فكرة.. هل سأصاب بالزهايمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أود أن أستشيركم في أمر، فأنا أعاني منذ سنتين من عدم القدرة على التركيز ونسيان الكثير، وتشويش في الأفكار، أحس أن عقلي لا يستطيع تكوين فكرة، نفسيتي محطمة وشخصيتي تتلاشى يوماً بعد يوم.

مثلاً عند المناقشة، لا أجد الكلام، لا أركز مع الشخص المتكلم معي، وأنسى موضوع الحديث، عملت قبل سنتين تقريرا EEG، وخرجت النتائج سليمة، أعطاني الطبيب دواء زولوفت وستريزام، لكني لم أكمل العلاج؛ لأنه لم يساعدني ثم أعطاني دواء الترامادول، فساءت حالتي، وأصبحت أحس بتشويش شديد في العقل فأوقفته.

الآن أنا لا أعالج بأي دواء، ولا أدري ماذا أفعل؟ وأي طبيب أزور؟ وهل هناك تحاليل أخرى أقوم بها لكي أعرف سلامة عقلي؟ وهل سأصاب بضمور العقل أو الزهايمر وأنا في سن الـ 24 فقط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح جدًّا أن حالتك حالة نفسية (عدم القدرة على التركيز، والنسيان وتشويش الأفكار، والشعور باضمحلال الشخصية وعدم تطورها) هذا كله ناتج من القلق النفسي المصحوب بأعراض اكتئاب، وربما يكون أيضًا لديك أفكار وسواسية، وقد أبنت ذلك في الاستشارة رقم (2259171).

إجراء الفحوصات الطبية هو مبدأ سليم ومطلوب بالنسبة لكل إنسان، يجب أن تُجرى فحوصاتٍ طبيَّةٍ أساسية، وبصفةٍ دورية، يعني مثلاً مرة كل ستة أشهر، حتى بالنسبة للأصحاء.

أنا أنصحك بأن تذهبي وتزوري الطبيب النفسي، والطبيب النفسي أصلاً هو طبيب مؤهَّل، ويستطيع أن يُجري لك الفحوصات الأساسية، والتي يجب أن تشمل: معرفة قوة الهيموجلوبين لديك، والدم الأبيض، ومستوى الصفائح الدموية، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، وكذلك مستوى الدهنيات في الدم، وأقصد بذلك الكولسترول والدهنيات الثلاثية، هذه فحوصات أساسية وضرورية، ولا تحتاج لأكثر من ذلك.

بعد أن يطلع عليها الطبيب -إن شاء الله تعالى- في أغلب الظن ستكون سليمة، وبعد ذلك تحتاجين لعلاجٍ دوائي نفسي.

عقار (بروزاك) والذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين) سيكون هو الأفضل بالنسبة لك؛ لأنه بالفعل يُحسِّنُ الدافعية ويُزيلُ القلق والاكتئاب، وكذلك يبترُ ويقطع الوسوسة، ويمكن أن يُدعم بعلاج بسيط جدًّا يُعرف باسم (فلوبنتكسول).

جرعة الفلوبنتكسول جرعة صغيرة جدًّا، وهي: حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين. أما الفلوكستين فتحتاجين إلى تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم كبسولتين في اليوم لمدة شهرين آخرين، ثم كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرين أيضًا، وبذلك تكتمل فترة العلاج ستة أشهر، وبعد ذلك تتوقفي عن الدواء تدريجيًا بأن تجعلي الجرعة كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجنين منه فائدة عظيمة، بشرط أن تنتظمي في تناوله حسب الجرعة والمدة المطلوبة، وتدعمي العلاج بأن تُحسِّني من مستوى غذائك، أن تأخذي راحة جيدة أثناء النوم، وذلك من خلال النوم الليلي المبكر، والاستيقاظ المبكر، وصلاة الفجر في وقتها، ثم تقومي بأي أنشطة فكرية، كالقراءة، الاطلاع، قراءة شيء من القرآن، وبعد ذلك يمكن أن تذهبي إلى عملك، وتواصلي بقية اليوم كما هو.

ممارسة تمارين الاسترخاء أيضًا ممتازة، وممارسة الرياضة مطلوبة، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك.

حالتك لا علاقة لها بدوّار المخ، ولا الزهايمر، ولا خلافه، حتى أني لا أراك في حاجة لصورة مقطعية أو مثلاً صورة رنين مغناطيسي، ليس هنالك حاجة لكل ذلك، المطلوب أوضحته لك. عيشي الحياة بقوة وبإيجابية، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين أن أمورك تحسَّنت كثيرًا، المهم هو التفاؤل دائمًا، توقُّع ما هو جميل وطيب وحسن يأتي لنا بما هو طيبٌ وجميلٌ وحسنٌ؛ ممَّا يرفع من مستوى صحتنا النفسية والجسدية.

برَّ الوالدين أنصحك به؛ لأنه أحد أبواب الخير العظيمة في الدنيا والآخرة، وصاحبه لا شك في فلاحٍ وخيرٍ وعافيةٍ -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً